الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مودي في واشنطن.. "الصين" سر الاحتفاء و"التكنولوجيا" الموضوع الأهم

  • مشاركة :
post-title
بايدن لدى استقباله مودى فى البيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اكتسبت زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، للولايات المتحدة أهمية كبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي.

وبذل البيت الأبيض قصارى جهده للترحيب بمودي، الذي حظي باستقبال رسمي، أمس الخميس، قبل إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأقيمت مأدبة عشاء رسمية على شرف الضيف الزائر، وعقد لقاء بينه وبين رؤساء كبريات الشركات الأمريكية، وألقى مودي خطابًا في جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ.

الصين سر الاحتفاء

وذكرت صحفية "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن بايدن نقل الاحتفاء بمودي إلى مرحلة جديدة، مشيرة إلى أن "سر هذه الحفاوة لا علاقة لها بسياسات مودي، ولكنه يتصل اتصالًا وثيقًا بالموقع الجغرافي للهند. فلا توجد هناك دولة أخرى لديها الحجم أو القدرة على العمل كقوة موازنة للصين".

وأوضحت الصحيفة، أن أمريكا والهند تشتركان في خوف واقعي من الصين، وأن التقارب هو الشيء المنطقي الذي يجب القيام به.

تريد واشنطن أن تكون الهند دولة لها ثقل استراتيجي موازن للصين، وتراها شريكًا مهمًا، فيما يسعى مودي إلى زيادة نفوذ بلاده على الساحة الدولية.

ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ هي المكان الذي من المحتمل أن تحتاج فيه الولايات المتحدة إلى نفوذ الهند أكثر من أي مكان آخر في الوقت الحالي. ولطالما نظرت الولايات المتحدة إلى الهند على أنها قوة موازنة لنفوذ الصين المتنامي في المنطقة.

ولم تتردد الهند في اتخاذ قرارات تثير غضب الصين. وأجرت تدريبات عسكرية مع القوات الأمريكية، العام الماضي، في ولاية أوتاراخاند، التي تشترك مع الصين في مجاورة الهيمالايا.

ويتطلع مودي إلى الاستفادة من التقارب مع الولايات المتحدة، كي يصبح شريكًا لا غنى عنه لطموحات التكنولوجيا الأمريكية، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية.

مواجهة العملاق التجاري

خلال زيارته لواشنطن، التقى رئيس الوزراء الهندي، عددًا من كبار قادة القطاع الخاص بما في ذلك إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، والذي قال إنه يخطط لزيارة الهند العام المقبل.

وقال ماسك "لقد كان لقاءً رائعًا مع رئيس الوزراء. أنا في الواقع متحمس للغاية بشأن مستقبل الهند. أعتقد أن الهند يعول عليها أكثر من أي دولة كبيرة في العالم".

وبالنسبة لبايدن، تقدم الهند توازنًا دبلوماسيًا وعسكريًا لقوة الصين في المنطقة، في وقت تنأى فيه الولايات المتحدة بنفسها عن العملاق التجاري الأبرز في العالم.

يرى كلا البلدين أن بكين تشكل تهديدًا، حيث قام بايدن بتوسيع قيود التصدير التي فرضت في عهد سلفه دونالد ترامب على الصين، بينما حظرت حكومة مودي مئات التطبيقات الصينية في أعقاب اشتباك حدودي أسفر عن مقتل 20 جنديًا هنديًا في عام 2020.

التكنولوجيا الموضوع الأهم

وكان على رأس جدول أعمال رئيس الوزراء الهندي في الولايات المتحدة، إزالة القيود التنظيمية على الأعمال التجارية، لا سيما في مجال التكنولوجيا.

وفي الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى منع الصين من الحصول على رقائق متقدمة وتقنيات أخرى، تعمل الولايات المتحدة والهند على إيجاد طرق لتعزيز صناعة أشباه الموصلات في الهند، حسب ما نقلت "بلومبرج" عن مسؤولين على اطلاع بالتفاصيل.

وقبل زيارة مودي لواشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنه لا يوجد شريك "أكثر أهمية" من الهند فيما يتعلق الأمر بقضايا مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وسلاسل التوريد والطاقة النظيفة وأشباه الموصلات وتغير المناخ. وقال في مؤتمر صحفي: "الهند ستكون شريكًا استراتيجيًا لعقود قادمة".

ويبدو طموح مودي للهند في أن تصبح لاعبًا في تصنيع الرقائق أقوى اليوم، بعد أن تضاعفت واردات الولايات المتحدة من الرقائق من الهند، أكثر من 38 مرة في الربع الأول.

كما ضاعفت شركة "آبل" إنتاج "آيفون" في الهند ثلاث مرات خلال السنة المالية الماضية حيث تسعى لتقليل اعتمادها على بكين.

وتقترب شركة تصنيع الذاكرة الأمريكية "ميكرون"، التي تخضع للتحقيق في الصين، من الحصول على موافقة الحكومة على مصنع أشباه الموصلات بقيمة مليار دولار.

وقال ماسك بعد اجتماعه مع مودي، إن من المرجح أن تقوم تسلا باستثمار كبير في الهند "في أقرب وقت ممكن".

هذا في الوقت الذي تزدهر فيه الأسواق المحلية في الهند، حيث وصلت معايير الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث قام المستثمرون العالميون بالاستثمار بما يصل 8.7 مليار دولار في الأسهم المحلية هذا الربع. وقد ساعد تدفق الأموال في جعل "الروبية" ثاني أفضل عملة أداء في آسيا هذا العام.

التعاون في مجال الدفاع

ويمتد التعاون التكنولوجي الهندي مع الولايات المتحدة أيضًا إلى مجال الدفاع. إذ وقعت شركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية، وشركة "هندوستان" الهندية للملاحة الجوية، اتفاقية خلال زيارة مودي، لإنتاج محركات للطائرات المقاتلة الهندية. كما سيكون للجانبين اتفاقية ترخيص مرنة تسمح بنقل التكنولوجيا.

ونقلت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، عن مانجاري تشاترجي ميلر، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية والذي يوجد مقره الولايات المتحدة: "إن الولايات المتحدة انتقائية تمامًا بشأن من تشارك التكنولوجيا العسكرية معها".

وأضاف ميلر: "ستسمح صفقة لشركة جنرال إلكتريك بإنتاج محركات نفاثة في الهند وهذا سيظهر مدى جدية الولايات المتحدة في التعامل في تفعيل هذه الشراكة".