الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة هندية أمريكية.. شراكة دون تحالف

  • مشاركة :
post-title
مودي وبايدن - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

يلتقي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالرئيس جو بايدن اليوم الخميس، ومن المقرر أن يكون تعميق العلاقات الدفاعية والشراكات في مجال التكنولوجيا ودور الهند في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على رأس جدول الأعمال، والتقى مودي مع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا في نيويورك لمناقشة التعاون والشراكة مع شركة EV في الهند، ومن المتوقع أيضًا أن يلتقي بالرؤساء التنفيذيين لشركات أبل وجوجل ومايكروسوفت وغيره.

ويرى هارش في بانت، نائب رئيس الدراسات والسياسة الخارجية في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث، أن العلاقات بين الهند والولايات المتحدة قد وصلت إلى نقطة تحول، حيث تحسنت العلاقة بين البلدين في العقد الماضي، وقال بانت: "هذه زيارة مهمة للغاية، فهي تتعلق بتحقيق التواصل القوي بين الهند والولايات المتحدة، وتابع بانت أن الولايات المتحدة تنظر إلى الهند كشريك يمكنها الاعتماد عليه، لكن شراكتها ستكون مختلفة تمامًا لأن الهند ليست حليفًا، وأضاف: "الولايات المتحدة ليست معتادة على وجود شركاء ليسوا حلفاء، لكنها مستعدة للنظر إلى شراكتها مع الهند بشكل مختلف، فهي شراكة ذات عقلية مستقلة نسبيًا ولكنها ستساعد في تحقيق الأولويات الأمريكية".

العلاقات العسكرية بين دلهي وموسكو

للهند علاقات ثابتة مع روسيا منذ فترة طويلة، حيث تعتمد الهند بشكل كبير على الكرملين في النفط والأسلحة، وذكرت "رويترز" أن الهند هي أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية في العالم، حيث تشتري حوالي 20٪ من الأسلحة الروسية المصدرة إلى بلدان آسيا، وأشار "بانت" إلى أن الهند كانت تعتمد بشكل كبير، في سلاحها على دولة واحدة وهذا ليس أمرا جيدًا، وعلى الرغم من خفض دلهي اعتمادها على السلاح الروسي من 80٪ في التسعينيات إلى حوالي 65٪ الآن، فإن نسبة اعتمادها لا تزال كبيرة" ومع هذا، بسبب الأزمة في أوكرانيا، لم تتمكن روسيا من إرسال أسلحة دفاعية مهمة كانت قد وعدت بها الهند، ما دفع الجيش الهندي إلى التطلع إلى دول أخرى - مثل الولايات المتحدة - للحصول على ما يحتاجه.

إنتاج وتعاون مشترك

وقال بانت إن الهند تريد "تجاوز علاقة البائع والمشتري" مع الولايات المتحدة، مضيفًا أن الهند تعمل نحو علاقة الإنتاج المشترك والتنمية المشتركة، مع الولايات المتحدة حتى تتمكن من بناء قاعدتها الدفاعية التصنيعية المحلية، وقال بانت إن القطاعات الخاصة في الولايات المتحدة يمكن أن تبدأ أيضًا في القيام باستثمارات أكثر أهمية في الهند، حيث من المقرر أن يعمل البلدان معًا لإنتاج محركات نفاثة مقاتلة.

"هناك تغيير في الطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى الهند، وسيكون قطاع الدفاع هو المستفيد من ذلك، وستتطلع الهند بالتأكيد لتقليل اعتمادها على روسيا".

طائرات بدون طيار

ولطالما كانت الهند مهتمة بشراء طائرات بدون طيار من طراز "سي جارديان" من الولايات المتحدة، لكن الصفقة المأمولة التي قد تتراوح قيمتها بين ملياري دولار إلى 3 مليارات دولار أعاقتها منذ فترة طويلة "العقبات البيروقراطية"، حسبما ذكرت "رويترز"، وبحسب ما ورد وافقت وزارة الدفاع الهندية على الشراء، لذا يبدو من المرجح، أن توافق الولايات المتحدة على الصفقة، وقال كارثيك ناتشيابان، زميل معهد دراسات جنوب آسيا في جامعة سنغافورة، إن الطائرات بدون طيار ستعزز أيضًا قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع للقوات المسلحة الهندية والتي ستساعد البلاد في تأمين حدودها.

النفط الروسي

على الرغم من أن شراء الهند للأسلحة الروسية قد ينخفض، إلا أنه لا يمكن قول الشيء نفسه عن النفط، فعندما فرضت الدول الغربية عقوبات على النفط الروسي نتيجة للأزمة في أوكرانيا، ضاعفت الهند مشترياتها، ويمثل النفط الروسي حاليًا ما يقرب من 20٪ من واردات الهند السنوية من الخام، وهي زيادة كبيرة من 2٪ فقط في عام 2021، حسبما ذكرت "رويترز".

وكانت أسعار النفط متقلبة للغاية في بداية أزمة أوكرانيا في فبراير من العام الماضي، وارتفعت إلى 100 دولار لأول مرة منذ عام 2014، لكن الهند استمرت في شراء النفط الروسي الرخيص منذ ذلك الحين ومازالت على الرغم من العقوبات العالمية المفروضة على الكرملين.

وقال أميت رانجان، زميل باحث في معهد دراسات جنوب آسيا: "أصبحت الهند قريبة جدًا من الغرب في السنوات الخمس إلى العشر الماضية، لكنها تدرك أنه لا يمكنها ببساطة الانفصال عن روسيا، لأن موسكو صديقة قديمة للهند، والهند تتفهم أهمية تلك العلاقة، والنفط جزء مهم من تلك العلاقة".

التنافس التكنولوجي مع الصين

وقالت ليزا كورتيس، زميلة مديرة برنامج أمن المحيطين الهندي والهادئ في مركز "نيو أمريكان سيكيوريتي" للدراسات: "أعتقد أن قضايا التكنولوجيا أصبحت بالغة الأهمية، حيث نرى الصين تحقق تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي وبالنظر إلى مدى تقدم الصين، تدرك الولايات المتحدة الآن أهمية التعاون الوثيق حقًا مع الهند ومحاولة الاستفادة من نقاط القوة في البلدين، فهناك العديد من الأساليب التي يمكن للجانبين الاستفادة من هذا التعاون التكنولوجي المتزايد، فضلا عن التقدم الذي تم إحرازه في مجال أشباه الموصلات، لقد كان هذا مجال تركيز حقيقي للهند والولايات المتحدة، وأرى أن هذا ينمو مع انتقالنا إلى المستقبل".

اجتماعات عمل مع قادة التكنولوجيا

التقى مودي مع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وناقش إمكانية إنشاء مرافق تصنيع في البلاد، ومن المتوقع أيضًا أن يلتقي مودي برؤساء تنفيذيين آخرين في مأدبة عشاء رسمية بالبيت الأبيض، حسبما أفادت مصادر "سي إن بي سي"، وقال محللون للشبكة الأمريكية إن الشراكة المتنامية بين الهند والولايات المتحدة تفسح المجال أيضًا للبلدين لاعتماد استراتيجية "الصين زائد واحد" ودفع المزيد من شركات التكنولوجيا لإنشاء عمليات في الهند، وتم الإعلان عن المبادرة الأمريكية الهندية بشأن التكنولوجيا الحرجة والناشئة في مايو من العام الماضي، وقال البيت الأبيض في يناير إن مبادرة iCET تهدف إلى زيادة وتوسيع الشراكة التكنولوجية والتعاون الصناعي الدفاعي بين البلدين.

استثمارات تكنولوجية

في الأشهر الستة الماضية، وضعت المزيد من شركات التكنولوجيا الأمريكية أعينها على الهند، حيث افتتحت شركة أبل مركزين في دلهي ومومباي في أبريل الماضي، ولديها خطط للتوسع أكثر في الهند، كما أن شركة فوكسكون ومقرها تايوان، وهي إحدى أكبر موردي أبل قد وضعت حجر الأساس لمصنع جديد بقيمة 500 مليون دولار في تيلانجانا، بينما أعلنت شركة أمازون، وتحديدًا، وحدة الحوسبة السحابية التابعة للشركة، في مايو أنها ستستثمر 13 مليار دولار في الهند بحلول نهاية هذا العقد، حسبما ذكرت "رويترز".