بين غمضة عين وضحاها، أضحت ألمانيا في طريقها إلى تقنين بيع الحشيش، ما يعني إضفاء شرعية على تناول مخدر الحشيش، في إطار رؤية وزيري الصحة والزراعة.
ويرغب تحالف "إشارة المرور" في ألمانيا، إلى إرسال مشروع القانون وحسمه بحد أقصى، أغسطس المقبل، قبل العطلة الصيفية المقرر لها يوليو المقبل، بحسب شبكة "إن دي أر".
محاربة السوق السوداء
يهدف وزير الصحة الألماني، إلى التصدي للسوق السوداء في بيع مخدر الحشيش، ومحاربة الجريمة المتعلقة ببيع المخدرات، إلا أن تقنين بيع الحشيش بالكامل اصطدم بمعايير الاتحاد الأوروبي، الذي لا يزال يحظر تلك العملية، ما دفع ألمانيا إلى التقنين الجزئي.
مشروع قانون خارج عن النص
خروجًا عن النص، والسير عكس الاتجاه، كانت أفكار كارل لوتاربخ، في تقنين الحشيش، وتقديم أول مشروع قانون ملموس لتنظيم الملكية والزراعة الذاتية، وما يسمى نوادي القنب.
وفي المستقبل، يجب إعفاء شراء وحيازة 25 جرامًا كحد أقصى من الحشيش من سن 18 عامًا، من العقوبة، كما ينبغي السماح بالزراعة الذاتية لما يصل إلى ثلاثة من نباتات القنب.
ويحظر الاستهلاك في الأماكن العامة بالقرب من المدارس أو دور الحضانة، ولا يسمح بتدخين "الحشيش" في مناطق المشاة حتى الـ8 مساءً.
ويمكن صرف 25 جرامًا من القنب كحد أقصى يوميًا، و50 جرامًا كحد أقصى شهريًا لكل عضو في النادي، كما يحصل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 21 عامًا على 30 جرامًا كحد أقصى شهريًا.
ويمكن للجمعيات "غير الهادفة للربح" التي تضم 500 عضو كحد أقصى، أن تزرع القنب بشكل جماعي لأغراض ترفيهية ولا تبيعه إلا للأعضاء لاستهلاكهم الخاص، مع تحديد الحد الأدنى للسن بـ18 عامًا.
سباق تقنين الحشيش
وضربت صحيفة "برلينر تسايتونج" نموذجًا للدول الأوروبية، التي سبقت ألمانيا في هذا القرار، من بينها مالطا التي سمحت بتداول مخدر الحشيش في ديسمبر الماضي، بكمية 7 جرامات و4 نباتات للشباب، بداية من عمر 18 عامًا، مع توقيع عقوبة غرامة مالية 100 يورو على ما يزيد على 7 جرامات إلى 28 جرامًا، إلا إن الاستهلاك في الأماكن العامة لا يزال محظورًا.
وعلى المنوال ذاته، سحمت لوكسمبورج، للأشخاص بزراعة 4 نباتات من مخدر الحشيش في المنازل، أما هولندا فكان لها السبق في أنها أجازت القانون منذ عام 1979، بالسماح بـتعاطي 5 جرامات في المقاهي، بالإضافة لكونها أول بلد في الاتحاد الأوروبي تجيز استخدام مخدر الحشيش طبيًا بداية من عام 2023.
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسبانيا أجازت الشيء ذاته، شريطة تناوله في الغرف، مع حظره ومنعه في الأماكن العامة".