يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإيجاد حلول للوضع المأساوي الذي عصف بلبنان، وسط أزمة سياسية وعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، إذ دخلت البلاد نفق الفراغ الرئاسي منذ أكتوبر الماضي، وسط اتهامات كل فريق للآخر بمحاولة فرض مرشحه وتعطيل انتخاب رئيس، فيما أنهكت الأزمة الاقتصادية المواطنين.
ويزيد الشغور الرئاسي الحالي في لبنان الوضع الاقتصادي سوءًا في بلاد تشهد منذ 2019 انهيارًا اقتصاديًا صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وتحاول فرنسا، حل الأزمة والتوصل إلى حل يضمن الاتفاق على رئيس جديد، في مهمة تبدو صعبة جراء الانقسامات السياسية المزمنة.
بدء محادثات المبعوث الفرنسي ومسؤولين لبنانيين
ويجري مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، اليوم الخميس لقاءات مع مسؤولين في بيروت في إطار جهود تقودها باريس لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي.
وافتتح لودريان لقاءاته، باجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ثم البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقال لودريان إثر لقائه الراعي إن زيارته الأولى هدفها "الاستماع وإجراء المشاورات الضرورية مع كافة الأطراف للخروج فورًا من المأزق السياسي ثم النظر في أجندة إصلاحات من أجل أن يستعيد لبنان الحيوية والأمل".
وأضاف "لا أحمل أي خيار، بل سأستمع للجميع"، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك زيارات أخرى، مؤكدًا أن "الحل يبدأ من اللبنانيين".
وكان لودريان، الذي تستمر زيارته ثلاثة أيام، التقى مساء الأربعاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله الأبرز والذي يلعب دورًا محوريًا في الملف الرئاسي.
وزار لودريان لبنان مرارًا حين كان وزيرًا للخارجية في إطار جهود فرنسية لدعم لبنان على تجاوز أزماته. ولطالما حذر في تصريحات سابقة من إهمال القوى السياسية حتى أنه اتهمهم قبل عامين بـ"قيادة البلد إلى الموت"، وفقًا لـ"مونت كارلو".
ماكرون يعين مبعوثًا خاصًا في لبنان
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عين جان إيف لودريان في السابع من يونيو مبعوثًا خاصًا للبنان؛ للمساعدة في إيجاد حل للأزمة المتفاقمة في البلد.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر، أخفق البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين حزب الله وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفردًا من إيصال مرشحه إلى المنصب.
وترفض أحزاب مسيحية بارزة أبرزها حزب القوات اللبنانية ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، والتيار الوطني الحر حليف حزب الله المسيحي الأبرز، وصول فرنجية.
وأدت التوترات السياسية في لبنان، إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والتي عصفت بالمواطنين، إذ أظهرت أرقامًا جديدة صادمة من خلال المسح الأخير في البلاد، أن هناك أكثر من 80% من الشعب اللبناني أصبح يعيش تحت خط الفقر، وفقًا لمراسل "القاهرة الإخبارية" أحمد سنجاب الذي أشار إلى تحذير الصحف اللبنانية من تفاقم الأزمات في لبنان، خاصة في ظل عدم وجود حل سياسي وبالتالي عدم وجود حلول اقتصادية.