يُواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، "تسونامي" من اليمين المتشدد، إذ كشفت استطلاعات الرأي الحديثة عن زيادة في الدعم لمارين لوبان، وحزب التجمع الوطني اليميني.
وفقًا لمسح جديد أجراه معهد دراسات الرأي والتسويق في فرنسا Ifop-fiducial لصالح صحيفة "جورنال دو ديمانش"، وراديو سود، قال إن 41 % المستجيبين يريدون رؤية مارين لوبان تفوز في الانتخابات المقبلة في عام 2027، بزيادة قدرها سبع نقاط مئوية عن عام 2021.
وبالمثل، قال عدد مماثل من المشاركين، قدر بـ42%، إنهم صوتوا لمرشح من حزب التجمع الوطني اليميني في الماضي، وهو رقم يُشير أيضًا إلى ارتفاع سبع نقاط مئوية مقارنة بعام 2021.
شمل الاستطلاع 3000 مستجيب وأجرى في الفترة من 12 إلى 15 يونيو الجاري.
تسونامي قادم
وقالت جاكلين ماكيه، عضوة البرلمان في حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون، لصحيفة "جورنال دو ديمانش": "لديّ انطباع بأن تسونامي يميني قادم".
كانت خطة إصلاح معاشات التقاعد التي لا تحظى بشعبية في الشارع الباريسي، والتي رفعت سن التقاعد من 62 إلى 64، حشدت ملايين الأشخاص في الشوارع خلال احتجاجات استمرت لأشهر، وأدت إلى توقف المدن في جميع أنحاء فرنسا في وقت سابق من هذا العام، من ضمن أحد الأسباب لنفور الفرنسيين من قوى اليسار.
في حين أن ماكرون منذ بداية رئاسته، لم يتمكن من زعزعة صفة "رئيس الأثرياء" عنه.
الدوائر تتساقط مثل الدومينو
وتُشير "ماكيه"، عضوة البرلمان عن منطقة با دو كاليه في شمال فرنسا، إلى أنه على مدى ما يقرب من 30 عامًا كان حزب اليمين يحقق مكاسب مستمرة في دائرتها، مُضيفة أن الأمر تسارع بشكل كبير مع وصول ماكرون، على مدى السنوات القليلة الماضية، إذ سقطت نصف الدوائر الانتخابية الـ12 في دائرتها بيد حزب التجمع الوطني اليميني "مثل قطع الدومينو".
وجدت الاستطلاعات أن مؤيدي التجمع الوطني يتزايدون بشكل كبير مثل الناخب الفرنسي العادي، كما تُشير "صحيفة جورنال دو ديمانش"، لتزايد الدعم في القطاعات التي كان التجمع الوطني فيها ضعيفًا تاريخيًا، وهي تشمل فئات مثل المتقاعدين وكبار المديرين التنفيذيين وخريجي الجامعات وذوي الدخل المرتفع، وجميعهم يشكلون الآن نحو 30% من قاعدة الناخبين للحزب اليميني.
وكان قد أظهر استطلاع سابق أجري في أبريل الماضي أن لوبان ستهزم الرئيس الحالي بنسبة 55% من الأصوات، في حال إجراء انتخابات في ذلك الوقت.