دخلت هدنة إنسانية جديدة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" مدتها 72 ساعة حيز التنفيذ، اليوم الأحد، بما يمثل محاولة جديدة لجهود التسوية بين طرفي الاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل الماضي.
وأكد طرفا الاشتباكات في السودان، التزامهما بالهدنة، التي تم التوصل إليها برعاية سعودية أمريكية، في وقت سابق أمس السبت، إذ اتفق ممثلا الجيش والدعم السريع، على وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد، في الفترة من 18 إلى 21 يونيو الجاري.
ويتضمن اتفاق الهدنة، امتناع الطرفين عن التحركات والهجمات أو استخدام الطائرات الحربية والمسيّرة، أو القصف المدفعي، أو تعزيز المواقع، أو إعادة إمداد القوات، أو الامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار، وفق بيان الخارجية السعودية.
كما اتفق الجانبان على السماح بحرية الحركة، وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.
مراقبة أمريكية
وتراقب الولايات المتحدة التزام طرفي المواجهات في السودان بالهدنة الإنسانية الجديدة، بالأقمار الصناعية.
وسبق وأُعلنت هدن عديدة بين طرفي المواجهات في السودان منذ اندلاعه منتصف أبريل الماضي، وجاءت معظمها برعاية سعودية وأمريكية، لكن معظمها لم يحظ بالالتزام من قبل طرفي المواجهات.
وتأتى مشاورات جدة بين طرفي الاشتباكات في السودان في إطار مبادرة مشتركة تقودها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء المواجهات.
وبدأت الرياض وواشنطن في مايو الماضي، جهود الوساطة بين الجيش السوداني والدعم السريع، بهدف تثبيت هدنة بينهما، وبناء الثقة بينهما، وتسهيل الأعمال الإنسانية، كتمهيد للاتفاق على وقف اتفاق النار، وتسوية الأزمة السودانية.
تداعيات الاشتباكات
ومنذ اندلاع الاشتباكات في 15 أبريل الماضي، تشهد الخرطوم ومناطق سودانيّة عدّة، مواجهات بين الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع، فشلت معها كل مساعي الحل والغالبية العظمى من اتّفاقات وقف النار.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، أمس السبت، إن أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وستة آلاف مصاب سقطوا منذ اندلاع المواجهات في السودان.
وأضاف "إبراهيم" أن نصف مستشفيات الخرطوم البالغ عددها 130 ما زالت تعمل وأن جميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة.
وتسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2.2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفًا منهم إلى دول الجوار.
وغادر مئات الآلاف العاصمة الخرطوم، بسبب المواجهات ونقص المواد الغذائيّة وتراجع الخدمات الأساسيّة خصوصا الكهرباء والعناية الصحّية. كما فر نحو 6 آلاف شخص من الجنينة عاصمة دارفور خلال الأيام القليلة الماضية فقط، مع تصاعد أعمال العنف.
وتأتى الهدنة الإنسانية الجديدة، قبل يوم من انعقاد مؤتمر دولي في جنيف لدعم الاستجابة الإنسانيّة للسودان. ويشترك في رعاية مؤتمر المانحين الإنسانيين في جنيف، كلٌ من السعودية وقطر ومصر وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وعدد من وكالات الأمم المتحدة.