جمهورية كوبا، البلد الواقع في منطقة الكاريبي، أصبح حجر الزاوية خلال الفترة الأخيرة في سباق التجسس بين الصين وأمريكا، وعلى الرغم من محاولات النفي، وصمت الصين، تبقى الأزمة بين بكين وواشنطن قائمة بالفعل، ليمتد السباق بينهما على النفوذ داخل العاصمة "هافانا".
بين بناء محطة تجسس صينية في كوبا، وجمع معلومات استخباراتية، أكدت الحكومة الأمريكية صحة تلك المزاعم، لترجح وسائل الإعلام أن تلك القضية معروفة منذ عدة سنوات لدى الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
جمع معلومات استخباراتية
ووفقًا لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، فإن الصين تستخدم جزيرة كوبا، لجمع معلومات استخباراتية لبعض الوقت، وأنه عندما تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه في يناير 2021، تم إطلاع الإدارة الجديدة على جهود الصين حول العالم لتوسيع قاعدتها اللوجستية لجمع المعلومات الاستخبارية للأغراض العسكرية.
وقال بلينكين: "كانوا يفكرون في عدد من المواقع حول العالم لهذا التوسع بما في ذلك منشآت جمع المعلومات الاستخبارية في كوبا، وفقًا للمعلومات الأمريكية، قامت الصين بعد ذلك بتحديث مرافق جمع المعلومات الاستخبارية في كوبا في عام 2019".
إنشاء محطة تجسس
وتأتي تصريحات وزير خارجية أمريكا ردًا على تقارير نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في الأيام القليلة الماضية، نقلاً عن مسؤولين بالحكومة الأمريكية، بأن الصين وكوبا توصلتا إلى اتفاق سري لإنشاء محطة تجسس جديدة في الجزيرة الواقعة جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية.
وتابعت الصحيفة أن قرب بكين من الساحل الأمريكي سيمكنها من اعتراض الاتصالات الإلكترونية في أجزاء من الولايات المتحدة، ومراقبة الشحن الأمريكي، على الرغم من وصف البيت الأبيض التقرير للصحيفة في البداية بأنه غير دقيق، ثم أضاف لاحقًا في بيان آخر أنها مشكلة مستمرة وليست تطورًا جديدًا.
الرد الأمريكي
باشرت الحكومة الأمريكية اتصالات مكثفة بالحكومات التي كانت تفكر في استضافة محطات تجسس صينية في بلادهم لحثهم على الإحجام عن تلك الخطوة، ومراقبة الوضع وتتخذ خطوات لمواجهة تصرفات بكين.
خلافات ممتدة
وينظر جهاز الأمن القومي الأمريكي إلى الصين على أنها منافس عسكري واقتصادي واستراتيجي، بالإضافة إلى اتهامات واشنطن لبكين المتكررة بمحاولات التجسس كان آخرها واقعة المنطاد، أواخر يناير الماضي.
وتتسع الخلافات بين البلدين في الدعم الأمريكي لتايوان، الذي تمثل في وقت سابق، بزيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة إلى تايوان، وهو ما ردت عليه الصين بإجراء تدريبات عسكرية في جميع أنحاء الجزيرة.
وأعاد التقارب بين الصين وكوبا ذكريات أزمة الصواريخ الكوبية، بعد أن كان العالم على شفا حرب نووية في عام 1962. وفي ذلك الوقت كانت كوبا متحالفة بشكل وثيق مع الاتحاد السوفيتي، ودعم ذلك نشر موسكو صواريخها النووية في كوبا.