الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هندوراس وكوبا والأرجنتين.. الصين تعزز علاقاتها مع دول الفناء الخلفى لأمريكا

  • مشاركة :
post-title
رئيسة هندوراس خلال زيارة مقر بنك التنمية الجديد في شنغهاي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في الآونة الأخيرة، تزايد دور الصين في 3 دول بأمريكا الوسطى والجنوبية، التي تمثل الفناء الخلفي للولايات المتحدة الأمريكية. وأفادت تقارير إعلامية بأن بكين عززت علاقاتها بدول الأرجنتين وكوبا وهندوراس.

الصين والأرجنتين

نشرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية تقريرًا عن تطور العلاقات بين الصين والأرجنتين في أمريكا الجنوبية، وجدد البنكان المركزيان في البلدين اتفاقهما الثنائي لتبادل العملات بحجم 130 مليار يوان، مقابل 4.5 تريليون بيزو أرجنتيني (18.2 مليار دولار)، وأوضح البنك المركزي الصيني، إن الاتفاقية سارية لمدة ثلاث سنوات.

وذكرت الصحيفة الصينية، نقلا عن تشو تشي وي، الخبير في دراسات أمريكا اللاتينية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن الأرجنتين تواجه حاليًا نقصًا حادًا في احتياطيات النقد الأجنبي بالدولار الأمريكي، ولديها معدل تضخم يزيد عن 100%.

وأضاف "تشي وي" أن تجديد اتفاقية تبادل العملات بين الصين والأرجنتين، سيساعد في دعم البيزو المتعثر، وتخفيف الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها، كما تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وفي يناير الماضي، وسّعت الصين والأرجنتين صفقة مقايضة العملات، وتعهد محافظا البنكين المركزيين في البلدين، بتعميق استخدام اليوان في السوق الأرجنتينية.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم توقيع أول مقايضة عملات بين الصين والأرجنتين في عام 2009، وبلغت قيمتها 70 مليار يوان، والتي كانت سارية لمدة ثلاث سنوات.

وكان يي جانج، محافظ بنك الشعب الصيني، التقى في 2 يونيو الجاري، وزير الاقتصاد الأرجنتيني سيرجيو ماسا، ومحافظ البنك المركزي ميجيل بيسكي، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع الاقتصادي والمالي، وكيفية تعزيز التعاون المالي بين البلدين.

وفي الثاني من يونيو أيضًا، وقعت الصين والأرجنتين خطة تعاون في بكين للتعزيز المشترك لبناء مبادرة الحزام والطريق، وهي خطوة يقول محللون إنها "ستزيد من تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي".

وقال كبير المخططين الاقتصاديين في الصين، إن الجانبين الصيني والأرجنتيني، سيعمقان التعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة والاقتصاد والتجارة والتمويل والتبادلات الشعبية والثقافية.

الصين وكوبا

ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، ومصدرين آخرين، إن الصين تدير منشآت عسكرية واستخباراتية في كوبا منذ عام 2019 على الأقل.

وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية إن الصين "أجرت تطويرًا لمنشآت جمع المعلومات الاستخبارية في كوبا في عام 2019" في ظل إدارة ترامب، ووصف التحدي بأنه "موروث"، وأن هذا "موثق جيدًا في سجل الاستخبارات".

وأقر المصدران أن الصين تتجسس على الولايات المتحدة من مواقع مختلفة مقرها في كوبا، منذ سنوات بعد أن نفى البيت الأبيض تقارير في وقت سابق من هذا الأسبوع تفيد بأن الصين تخطط لبناء منشأة إشارات استخباراتية جديدة في كوبا.

ونقلت الشبكة عن مصدر صنفته بـ"المطلع" أن كوبا وافقت على السماح للصين ببناء منشأة تجسس في الجزيرة، يمكن أن تسمح للصينيين بالتنصت على الاتصالات الإلكترونية عبر جنوب شرق الولايات المتحدة.

ومن شأن وجود قاعدة صينية في كوبا، الواقعة على بعد 150 كيلومترًا قبالة أقصى جنوب فلوريدا، أن يمثّل التحدي المباشر الأبرز حتى الآن للولايات المتحدة.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين كوبا والعملاق الآسيوي هي الأطول في المنطقة، إذ كانت الجزيرة أول دولة تعترف بالحكومة الشيوعية الصينية في عام 1960.

وحكومتا كلتا الدولتين لديهما مواقف مماثلة سواء فيما يتعلق بالنموذج السياسي أو النظام الدولي، كما تعد الصين حليفًا اقتصاديًا حيويًا لكوبا، وثاني أكبر شريك تجارى لها وأكبر حامل للديون الكوبية.

الصين وهندوراس

وبالآونة الأخيرة أيضًا، تبادلت الصين وهندوراس في أمريكا اللاتينية، افتتاح السفارات في عاصمتي البلدين، وتقوم رئيسة هندوراس شيومارا كاسترو، حاليًا بزيارة رسمية إلى بكين تستمر حتى 14 يونيو الجاري.

وتعد زيارة رئيسة هندوراس إلى الصين هي الأولى بعد أقل من ثلاثة أشهر من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عقب قرار هندوراس بقطع ما يسمى بـ"العلاقات الدبلوماسية" مع "تايوان – التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها- وجاءت بعد فترة وجيزة من افتتاح سفارة الصين في هندوراس.

وخلال زيارتها الجارية إلى بكين، طلبت رئيسة هندوراس، رسميًا قبول بلادها في "بنك التنمية الجديد"، الذي تقوده مجموعة "بريكس"، بعد أن زارت مقر البنك في شنجهاي، أمس السبت. كما زارت مركز أبحاث هواوي في نفس اليوم، لتسليط الضوء على التعاون العملي خلال رحلتها إلى الصين.

وأشار الخبراء إلى أنه بالإضافة إلى تعزيز التوافق السياسي، فإن التعاون العملي في المجالات الاقتصادية والتجارية يمكن أن يساعد أيضًا في إنشاء أساس متين للعلاقات بين الصين وهندوراس، من أجل ضمان أن العلاقات الثنائية يمكن أن تذهب إلى أبعد من ذلك، وفق "جلوبال تايمز".

ونقلت الصحيفة الصينية عن سون يان فنج، مدير أبحاث أمريكا اللاتينية في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إن زيارة رئيسة هندوراس لكل من بنك التنمية الوطني وهواوي، كانت مؤشرًا على المصالح العليا لحكومة هندوراس، وحرصها على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين.

وأضاف "سون"، أن هندوراس تريد المزيد من الدعم من المؤسسات المالية متعددة الأطراف مثل بنك التنمية الوطني للتمويل، خاصة في مجالات مثل البنية التحتية، وتأمل أيضًا في تعزيز تنمية بلادهم من خلال التعاون العلمي والتكنولوجي.

ومثل العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، تواجه هندوراس أيضًا تحديات إنمائية، إذ أشار "سون" إلى أن السعي وراء التعاون التكنولوجي سيكون حاسمًا بالنسبة لهندوراس لتحسين هيكلها الصناعي لإيجاد زخم نمو جديد لاقتصادها وشعبها.