كعادتها القضية الفلسطينية، تتصدر الملفات العربية المطروحة في المحافل الدولية والعربية، في سعي دائم للتمسك بقرارات الشرعية الدولية في حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بتأسيس دولة فلسطينية مُستقلة على حدود 1967.
ومع احتضان المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين، للاجتماع الوزاري الثاني للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ودول جزر "الباسيفيك" برئاسة الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، وبالاو أيتارو، رئيس تجمع دول الباسيفيك تجدد الحديث عن حقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
حضور بارز للقضية العادلة
"إن القضية الفلسطينية على رأس أجندة الدبلوماسية العربية، وستواصل الدول العربية حمل لواء الدفاع عن هذه القضية في مُختلف المحافل الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة"، كانت هذه الكلمة الافتتاحية لأحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، خلال الاجتماع المنعقد اليوم الاثنين، في العاصمة السعودية الرياض.
وأعرب الأمين العام عن تطلعه إلى تفهم دول "الباسيفيك" لهذا المسعى العربي ودعمه فيه في الأمم المتحدة، داعيًا للاستماع إلى أبعاد المشهد الراهن في فلسطين والاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة، من وزير الخارجية وشؤون المغتربين في فلسطين رياض المالكي، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية.
وأضاف أبو الغيط: إن اجتماعنا المنعقد اليوم في دورته الثانية بعد مرور13 عامًا على انعقاد الاجتماع الأول بين الدول العربية ودول جزر الباسيفيك عام 2010 في أبو ظبي، واجتماعنا اليوم بصفتنا مجموعتين لدول تعكس مصالح وتطلعات شعوب إقليمين مُختلفين، وهما المنطقة العربية ومنطقة "الباسيفيك".
وتابع الأمين العام: "رغم التباعد الجغرافي بين المنطقتين، إلا أننا بوسعنا خلق أرضية مُشتركة ونقاط التقاء بين مصالحنا في مُختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من المجالات المهمة للجانبين"، مُؤكدًا أن الجانب العربي مُستعد للتعاون معهم في مُختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وباعتبار أن المنطقتين العربية والباسيفيكية لهما مكانة استراتيجية مهمة في ظل النظام الدولي الحالي، دعا أبو الغيط الجزر المُشاركة إلى التكاتف ودعم التعاون من أجل التعبير عن الإرادة الحرة، مُؤكدًا أن جامعة الدول العربية ما زالت تعمل جاهدة للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات العربية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، على غرار المنطقة الخالية (راراتونجا) في منطقة جنوب الباسيفيك.
ما هي دول الباسيفيك؟
تقع "دول جزر الباسيفيك النامية"، في منطقة المحيط الهادئ، في منطقة جغرافية تقسم إلى ثلاث مجموعات أساسية وهي: ميلانيزيا وميكرونيزيا وبولينيزيا، ويتقن سكانها العديد من اللغات، لكن الإنجليزية والفرنسية تأتيان على رأسها.
وترسم الجزر في موقعها مثلثًا، تقع على رؤوسه كل من هاواي وغينيا الجديدة، ونيوزيلندا، ويبلغ سكانهم نحو 2 مليون و602 ألف نسمة، وفقًا للبنك الدولي، فيما تسيطر آخر دولتين على نحو 90% من إجمالي مساحة المنطقة.
ويعتمد اقتصاد العديد من دول المنطقة على السياحة والزراعة وصيد الأسماك، وهي القطاعات الاقتصادية الأكبر هناك، ولا تعتمد على الصناعة سوى نيوزيلندا، بينما تشهد باقي الجزر صناعات محدودة.