الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم سياسة "المسافة الواحدة".. "أنقرة" في مرمى أضرار النزاع الروسي الأوكراني

  • مشاركة :
post-title
قوارب مسيرة قرب سفينة بريازوفي المعنية بتأمين خطوط أنابيب الغاز التركية في البحر الأسود- صورة لوكالة سبوتنيك الروسية

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

رغم نجاحها في البقاء على مسافة خطوة واحدة من كلا الفريقين، إلا أن الهجوم الأوكراني المضاد -الذي طال انتظاره- في مواجهة الدب الروسي، اقترب في يومه الثاني من المصالح التركية في البحر الأسود، لكن دون مساس، ليعيد المخاوف من أثر استهداف الطاقة في الصراع الروسي الأوكراني، ويبقي أنقرة في حيرة من موقف حافظت عليه لقرابة العامين.

إحباط استهدف "بريازوفي"

البداية كانت مع إعلان وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، إحباط محاولة أوكرانية لاستهداف السفينة الروسية "بريازوفي" المعنية بمراقبة وتأمين خطوط أنابيب الغاز التركية في البحر الأسود.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: "اليوم، نحو الساعة 01:30 بتوقيت موسكو، قامت القوات المسلحة الأوكرانية بمحاولة فاشلة لمهاجمة السفينة "بريازوفي" التابعة لأسطول البحر الأسود التي تقوم بمهام مراقبة الوضع وضمان أمن خطوط أنابيب الغاز التركية "ستريم" و"بلو ستريم" في الجزء الجنوبي الشرقي من البحر الأسود، بستة قوارب مسيّرة عالية السرعة، وأثناء صد الهجوم تم تدمير جميع القوارب بنيران أسلحة السفينة على بُعد 300 كيلومتر جنوب شرقي سيفاستوبول".

وأكد البيان أن السفينة "بريازوفي" التابعة لأسطول البحر الأسود تواصل أداء مهامها.

كما لفت البيان إلى أنه في أثناء الهجوم الأوكراني الفاشل على السفينة "بريازوفي"، أجرت مركبة الاستطلاع "آر كيو-4 بي جلوبال هوك" التابعة للقوات الجوية الأمريكية استطلاعًا في الجزء الأوسط من البحر الأسود.

هجوم أوكراني مضاد

وتشن أوكرانيا هجومًا مضادًا تردد الحديث عنه لأسابيع، دون تأكيد وقتها، في مواجهة هجمات روسية يومية، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد، أمس السبت، بدء الهجوم قائلًا: "يتم تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية مضادة" لكنه رفض التحدث عن التفاصيل، داعيًا قوات بلاده لمواصلة القتال.

والخميس الماضي تلقت قوات كييف مقاومة روسية قاسية في الشرق الأوكراني، فيما أذيع وقتها أنه إحباط لأول هجوم مضاد لها، تكبدت على أثره خسائر فادحة بالأرواح والعتاد خلال ساعتين، بلغت 350 جنديًا و30 دبابة، وأكدتها وزارة الدفاع الروسية في بيان، وخبراء عسكريين أمريكيين لشبكة CNN الأمريكية.

خطا "ترك" و"بلو" ستريم

"ترك ستريم"، و"بلو ستريم" هما خطا أنابيب الغاز الطبيعي اللذان يمدان تركيا بالغاز الروسي، الأول يمتد من محطة ضغط بالقرب من أنابا في منطقة كراسنودار الروسية ويعبر البحر الأسود، وينتهي في كييكوي على ساحل تراقيا التركي، والثاني يعتبر خط الأنابيب الرئيسي الذي يحمل الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا ويمر من محطة إزوبلينويه للغاز، كراي ساڤروپول، روسيا، عبر محطة ضغط برگوڤايا، في البحر الأسود، ثم إلى أنقرة.

عودة مخاوف الطاقة

ومحاولة، اليوم، من شأنها إعادة المخاوف من آثار استهداف الطاقة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي باتت تدفع تكاليفها غالبية دول العالم، التي لا تزال تعاني- رغم تحالفات هدفها استقرار السوق مثل أوبك وأوبك بلس- من أزمات بالطاقة والأسعار.

وتعرض خطا أنابيب "نورد ستريم1" و"نورد ستريم2"، الناقلين للغاز الروسي إلى ألمانيا، لتخريب جسيم، في سبتمبر 2022، جراء انفجارات وقعت بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية، توقفت على أثرها إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، وترتب عليها أزمة طاقة عالمية، كان لها بالغ الأثر على الاقتصاد لاسيما في أوروبا.

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية، عن مسؤولين أمريكيين، قبل أيام، أن الولايات المتحدة الأمريكية تلقت معلومات مخابراتية من دولة أوروبية حليفة العام الماضي، تفيد بأن الجيش الأوكراني خطط لشن هجوم على خطى أنابيب الغاز "نورد ستريم" قبل 3 شهور من تفجيرهما في سبتمبر الماضي.

مسافة الواحدة من الصراع

وتحافظ تركيا على مسافة واحدة من الصراع بين روسيا أوكرانيا، إلى جانب مبادرات لم تجد نفعًا لإحلال السلام والتوصل لاتفاق، توسطت أنقرة في اتفاق لاستئناف توريد الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود من الموانئ التي باتت تسيطر عليها روسيا.

وفي أعقاب تفجير سد نوفا كاخوفكا جنوبي أوكرانيا، اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على نظيريه الأوكراني والروسي تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ملابسات الحادث وإجراء تحقيق معمق يكشف عن الجهة المتورطة.

وذكر بيان أوردته الرئاسة التركية، أنه خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني "قال الرئيس أردوغان إنه يمكن تشكيل لجنة بمشاركة خبراء من طرفي النزاع والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك تركيا".

وفي بيان رئاسي تركي ثانٍ، أعرب الرئيس التركي في مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله، في أن "يزيل هذا التحقيق كل الشكوك".