رحل تيد كازينسكي، الشهير بـ"مُرسل الطرود المفخخة"، أو "أونابومبر"، بهدوءٍ داخل زنزانته عن عمر 81 عامًا، حسب وسائق إعلام أمريكية، والذي تمكن من تنفيذ مُخططاته على مدى 18 عامًا، دون أن يترك وراءه دليلًا ماديًا واحدًا، يُمكّن المحققين من الوصول إليه.
أونابومبر، تسبب بصدمة في الولايات المتحدة بين عامي 1978 و1995، وعلى مدار 18 عامًا، أرسل "كازينسكي"، وهو عالم رياضيات من جامعة هارفارد، 16 قنبلة في طرود شخصية إلى أفراد وشركات مُختلفة، ليقتل 3 أشخاص ويُصيب 23 آخرين بجروح.
ألقي القبض على "كازينسكي"، بعد مُطاردة طويلة، وتحديدًا في عام 1996، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، وجد فاقدًا لوعيه في زنزانته صباح السبت، ولكن سبب وفاته ما زال غير معروف.
فما هي قصة "كازينسكي" أو "مفجر الجامعات"؟
كان ثيودور تيد كازينسكي، عالم رياضيات لامعًا، تحول إلى "ناسك"، صنع قنابل خاصة داخل كوخ في جبال ولاية مونتانا، واستهدف أكاديميين جامعيين وشركات طيران.
عجزت الأجهزة الأمنية الأمريكية في العثور على "أونابومبر"، طوال 18 عامًا، إلا أنه سقط بعد أن أجبر صحيفتي "واشنطن بوست ونيويورك تايمز"، على نشر أطروحته المكونة من 35 ألف كلمة، وادعى خلالها أن التكنولوجيا كانت تؤدي إلى معاناة الأمريكيين.
وهاجم "أونابومبر"، التكنولوجيا والأبحاث العلمية المُمولة من الحكومة في أطروحته، وقال إنه يرى أن المناهج الدراسية في جامعة هارفارد تُعزز فقط "معايير النخبة"، كما أنه اعتقد أن الرياضيات والعلوم ما هي إلا آليات لتدمير المجتمع الإنساني.
وفقًا لموقع مكتب التحقيقات الفيدرالي، كان من الصعب القبض على عبقري ملتوٍ، يطمح إلى أن يكون القاتل المثالي والمجهول، فهو يصنع قنابل لا يُمكن تعقبها، ويرسلها إلى أهداف عشوائية، كما أنه يترك أدلة كاذبة لتضليل السُلطات، ويعيش في منزل منعزل في جبال مونتانا.
مع انفجار أول قنبلة بدائية، وفي إحدى جامعات شيكاجو، وعلى مدى السنوات الـ18 التالية، أرسل "أونابومبر" بالبريد، أو سلم سلسلة من القنابل المُتطورة بشكل مُتزايد، لزرع الخوف والذعر، حتى إنه هدد بتفجير طائرات أثناء الطيران.
وقال الـ"إف بي آي"، إنهم خلصوا إلى أن أونابومبر، نشأ في شيكاجو وعاش لاحقًا في مناطق سولت ليك سيتي وسان فرانسيسكو، وهو ما اتضح أنه صحيح، أما مهنته أو جنسه فلم يكن من السهل تحديدهما، وتراوحت النظريات في أنه إما ميكانيكي طائرات أو عالم.
كيف تم القبض على "أونابومبر"؟
ومن خلال ما نشر تعرف شقيقه ديفيد كازينسكي، على النصوص، بعد أن لاحظ أوجه الشبه بين النص ونصوص قديمة كان يكتبها شقيقه "أونابومبر"، الذي انقطع عن أسرته قبل سنوات، وعندها أبلغ الـ"إي بي آي"، مكتب التحقيقات الفيدرالي، ما أدى إلى توقيف "أونابومبر" في شهر إبريل عام 1996.
وشخص الأطباء حالة "أونابومبر"، بأنه مصاب بالفصام المصحوب برهاب الاضطهاد، ورغم ذلك حكم عليه بالسجن مدى الحياة.