الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محلل سياسي روسي: العالم يواجه خطرا كامنا بعد تفجير سد كاخوفكا

  • مشاركة :
post-title
سد نوفا كاخوفكا بعد تفجيره

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

لا تزال أصداء تفجير سد نوفا كاخوفكا جنوب أوكرانيا تهيمن على اهتمام وسائل الإعلام العربية والدولية، إذ يخشى العالم بأسره من تبعات تلك الكارثة البيئية التي قد تخلف أضرارًا جسيمة على دول المنطقة، وفي مقدمتها مواجهة كارثة انفجار نووي.

وبخلاف الكارثة البيئية المنتظرة، إلا أن الكارثة الإنسانية خطر قائم ومستمر، فتفجير السد أدى إلى إجلاء الآلاف من منطقة خيرسون مع استمرار تدفق المياه على نهر دنيبرو الذي يقسم الأراضي التي تسيطر عليها روسيا وأوكرانيا، فيما يستمر تبادل الاتهامات بين أوكرانيا وروسيا حول المرتكب لهذه الكارثة التي تصنف ضمن جرائم الحرب، دون الاعتناء بالأضرار التي لحقت بساكني المدن المتضررة.

تهمة "مجرم حرب" تلاحق بوتين وزيلينسكي

وبنظرة محايدة عرض موقع قناة "القاهرة الإخبارية" القضية على الكاتب والمحلل السياسي الروسي، تيمور دويدار الذي قال: "إن الجانبان قاما بتوجيه أصابع الاتهام وإلقاء اللوم على بعضهما البعض بعد تدمير السد، وهو أمر طبيعي، لأنه وفقًا للقانون الدولي والاتفاقية أثناء الحروب والعمليات العسكرية، ممنوع ضرب أماكن البنية التحتية، ولا سيما السدود بالتحديد، وتصنف عملية مثل هذه تحت بند "جرائم الحرب"، ومرتكبها يعد "مجرم حرب"، وهو شق يخص الشجار السياسي والاقتصادي بين البلدين، خاصة أنه يشمل تعويضات مادية أيضًا.

دمار تفجير سد نوفا كاخوفكا.. بيئي وإنساني

وصرّح دويدار: "كمواطن سوفيتي أعرب أولًا عن أسفي الشديد كون ما حدث كارثة للبنية التحتية، وترتب على ذلك أمور غاية في الخطورة، أهمها الكارثة البيئية والإنسانية، فالمياه غمرت مناطق شاسعة للغاية أدت إلى فقد العديد لأرواحهم، فضلًا عن المشردين، فأصبحت مدن وقرى بالكامل غير قابلة للعيش بها، بالإضافة إلى تدمير الموارد الزراعية وتدمير كامل للبنية التحتية التي تخص الري، والأشخاص الذين كانوا يقطنون هذه المناطق أصبحوا لا يستطيعون الحصول على عمل، بعد ما فقدوا كل شيء بما في ذلك أراضيهم الزراعية والمحاصيل الحديثة التي تم زرعها، وهذه المشكلة سوف تغير المنطقة ديموغرافيًا وجغرافيًا على حد سواء".

وتابع: "أما عن الشق البيئي فكارثي ويتعدى تلك المنطقة التي وقع بها التفجير؛ لأن مياه البحيرة يلقي فيها جميع المصانع مخلّفاتها، بالإضافة إلى مخلّفات محطة زابوريجيا، وكل ذلك تركز في البحيرة التي غمرت مياهها مناطق عدة وصولًا إلى البحر الأسود، وسوف يترتب على ذلك بيئًيا تأثير سيئ على دول حوض البحر الأسود بأكمله".

مستطردًا: "لكم أن تتخيلوا حجم المأساة، إنه أمر قاتل لكل ما هو حي جراء السموم تحويها مياه البحيرة، إنه أمر يصعب وصفه، كذلك حجم التقدير المادي للخسارة التي خلّفتها لم يستطع أحد حصره، رغم أن هناك بعض الأرقام التي تُنشر من قبل الطرفين إلا أنها بسيطة للغاية وسطحية ولا تعكس حجم الدمار الحقيقي".

مصير محطة زابوريجيا النووية

وعن مصير محطة زابوريجيا قال دويدار: "البحيرة هي التي تقوم بتبريد المحطة والمفاعلات النووية، وإذا نقصت المياه في هذا الخزان فهناك طريقتان للتشغيل إما بتوصيل التبريد كهربائيًا عن طريق مولدات كهرباء أو إبطال المفاعلات النووية الموجودة في المحطة، وإن تم ذلك فقد ماتت المحطة، لأن إبطال المحطة النووية، يعني انتهاء أمرها، إذ ليس هناك إمكانية لتشغيلها مرة أخرى، وعن خطورة الأمر فإن عدم التبريد يعني أننا بصدد كارثة انفجار المحطة النووية بكل ما يترتب عليها من كوارث ضخمة".

تشكيل لجنة تحقيق حول المرتكب كارثة تفجير السد

وبخصوص تشكيل لجنة تحقيق حول مفجر السد قال دويدار: "شخصيًا أدعم ذلك بشدة، فسياسيًا يجب علينا الكشف عن المسؤول عما حدث وإجباره على تقديم التعويضات المادية، مع العلم بأن هناك حساسية كامنة تتمثل في ممن ستتألف تلك اللجنة، فهذا الشق مهم للغاية، وفي حالة إن تم الاتفاق على مبدأ تشكيل لجنة فسنرى جدلًا كبيرًا حول أعضائها".

إجراءات الحد من أضرار الكارثة البيئية

وعن الخطر الذي يواجهه سكان هذه المنطقة، قال دويدا: "إن تلك المنطقة شديدة الحرارة، وعندما يهدأ الفيضان وتبدأ المياه في النزوح سوف تترسب كل تلك السموم الناجمة من مخلّفات التعدين والصناعات، ولن تكون هناك أراض زراعية على مدار سنوات قادمة".

وأردف الكاتب والمحلل السياسي الروسي: "يجب النظر إلى أنه كان هناك مشكلة على مدار سنين تعود إلى عام 2014، وهي تزويد شبه جزيرة القرم بالمياه العذبة من خلال سد نوفا كاخوفكا، وهناك قناة توصل نهر دنيبرو بشبه جزيرة القرم، وهي المنبع الوحيد للمياه العذبة الموجود بشبه الجزيرة، فلا يوجد هناك موارد أخرى، وبتلك الكارثة انقطع توريد المياه إلى شبه الجزيرة ما يترتب عليه إعادة المأساة الإنسانية التي كانوا يعانون منها خلال سنوات، فهذا أيضًا موضوع مهم للغاية وكان الاستيلاء على هذا السد وهذه المنطقة من أجل تزويد شبه الجزيرة بالمياه العذبة من الأساس".