في الوقت الذي يؤمن فيه فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، بأن علاقات بلاده مع واشنطن هي حجر الزاوية لضمان السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلا أن يوكيو هاتوياما، رئيس وزراء اليابان الأسبق، يعتبر موقف الحكومة اليابانية بقيادة "كيشيدا" تجاه روسيا خاطئًا، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
نهجًا أكثر توازنًا
وجّه رئيس الوزراء الياباني الأسبق نصائح للحكومة الحالية فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية مع روسيا، وذلك في أعقاب تعهد اليابان أمس الجمعة، بتخصيص 5 ملايين دولار لدعم كييف بعد انهيار سد "نوفا كاخوفكا" الفاصل بين القوات الروسية والأوكرانية، الذي تسبب في أضرار جسيمة في البلاد.
وقال هاتوياما، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، إن "طوكيو منساقة وراء واشنطن في الوقت الحاضر وتقدم دعمًا ماليًا وعسكريًا لأوكرانيا، فيما تنظر إلى روسيا على أنها عدو، نتيجة لذلك، تدهورت علاقات الصداقة التي كانت بيننا حتى الآن، إنني آسف بشدة لهذا".
كما جاء على لسان رئيس الوزراء الأسبق أن الطبقة الحاكمة في اليابان يجب أن تتبنى نهجًا أكثر توازنًا لبناء العلاقات مع روسيا، مضيفًا "كان من الضروري أن تتبع الحكومة اليابانية ووسائل الإعلام التي تقف ورائها سياسة أكثر صحة وحيادية تجاه الأزمة الروسية-الأوكرانية، لكنهم يركزون فقط على دعم أوكرانيا".
نزاع حول جزر الكوريل
ومنذ اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، فرضت اليابان عقوبات على 700 فرد، من بينهم 311 فردًا من الأقاليم الروسية الجديدة، و207 شركات، وهو ما فاقم الصدام بين طوكيو وموسكو، اللذين انخرطا في نزاع حول جزر "الكوريل" الأربع، إذ لم يوقع البلدان على معاهدة سلام دائم بعد الحرب العالمية الثانية.
من جانها، رفضت اليابان التنازل عن مطالباتها بالجزر الأربع التي تعتبرها أقاليمها الشمالية، وحاولت روسيا واليابان، التفاوض على جوانب منفصلة من خلافاتهما، لكنهما لم يوقعا على معاهدة سلام بعد الحرب، بحسب قناة "روسيا اليوم".
وفي ضوء ذلك، اتفق الجانبان في عام 2018، على تسريع المفاوضات بشأن معاهدة سلام تستند إلى الإعلان المشترك السوفيتي الياباني لعام 1956، لكن مع تنامي موقف اليابان المعادي لروسيا، انسحبت موسكو من المحادثات مع اليابان بشأن توقيع معاهدة سلام في مارس 2022، وأوقفت السفر بدون تأشيرة للمواطنين اليابانيين إلى جزر الكوريل الجنوبية والأنشطة الاقتصادية المشتركة في الجزر.