يبدو أن فرنسا وألمانيا اتفقتا على تنحية الخلاف بينهما في الفترة الأخيرة، وفتح الباب مرة أخرى لتصفية الأجواء بين البلدين، والعودة لما كان عليه من تحالف قوي.
الأصدقاء يقفون بجانب بعضهما، شعار رفعه المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، خلال اللقاء الذي جمعهما في برلين.
وتترقب كلا من فرنسا وألمانيا الشتاء المقبل، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أوروبا بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، ووقف إمداد الغاز الروسي.
ونشب خلاف بين فرنسا وألمانيا حول تحديد سقف لسعر الغاز، بالإضافة إلى خشية باريس من خطط برلين بتقديم حزمة إغاثة للشركات والأفراد بقيمة 200 مليار يورو، لمواجهة ارتفاع الأسعار الكبير، الأمر الذي يؤثر في المنافسة مع جيرانها الأوروبيين.
الزيارة الأولى لبرلين
وحملت الزيارة الأولى من نوعها لرئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن، عددًا من الدلالات، منها رغبة البلدين في العودة معًا إلى مسارهما السابق كشريكين وحليفين لمواجهة أزمة الطاقة.
وقالت بورن إن ألمانيا وفرنسا في حاجة إلى بعضهما لتجاوز أزمة الطاقة في الشتاء المقبل، مؤكدة رغبة البلدين في تنويع مصادر الطاقة، وزيادة إنتاج الطاقة الخالية من الكربون، والاستثمار في الطاقات النظيفة، خاصة الهيدروجين، بحسب صحيفة "دي تسايت".
حماية المصالح المشتركة
ويرغب الجانب الفرنسي والألماني في الاستفادة في مجال الطاقة، إذ عكفت باريس على تزويد ألمانيا بالغاز منذ منتصف أكتوبر الماضي، وعلى الجانب الآخر سهَّلت ألمانيا تصدير الكهرباء إلى فرنسا من خلال زيادة السعة المخطط لها في عام 2023.
ويُعدُّ استيراد فرنسا للكهرباء من ألمانيا بنسبة تفوق ما تصدره، سابقةً لم تحدث منذ أربعة عقود، بسبب إغلاق عدد من محطات الطاقة النووية.
من ناحية أخرى، ترغب ألمانيا في البحث عن بدائل للغاز الروسي، لتعويض خسائرها من الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت منذ 24 فبراير الماضي.
خطوة للأمام
بعد أن تزايد الأنباء بشأن الخلاف غير المعلن بين أولاف شولتس، رئيس وزراء ألمانيا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعث الجانبان الفرنسي والألماني رسالة، توحي برغبتهما في المضي قدمًا في استعادة علاقتهما القوية.
وتمثل ذلك في زيارات عدة للوزراء الألمان إلى فرنسا، خلال الأسبوع الماضي، حيث استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزيرة الخارجية أنالينا بربوك، ووزير الاقتصاد الفيدرالي روبرت هابيك، ووزير المالية الفيدرالي كريستيان ليندنر في باريس.
مشروع الدفاع المشترك
وأكد رئيسا وزراء ألمانيا وفرنسا، أن التكهنات بوجود خلاف بين البلدين في مشروع القتال الجوي الجدي "FCAS"، غير صحيحة، وأنه تم التوصل على الخطوة المقبلة لاستكمال المشروع.
ويشمل برنامج "FCAS" طائرة مقاتلة وطائرات دون طيار وبنية تحتية للاتصالات، وتحل هذه الطائرات محل مقاتلات "يوروفايتر" الألمانية والإسبانية و"الرفال" الفرنسية بدءًا من عام 2040، بحسب "دير شبيجل".
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبيشتريت، أمس الجمعة، إن ألمانيا تعوّل على اتفاق سريع بين الجانبين الفرنسي والألماني، بعد خلاف حول الأسهم الفرنسية في المشروع الذي تبلغ تكلفته أكثر من مئة مليار.