تتواصل أصداء واقعة الوثائق السرية، للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يواجه عدة تهم جنائية، كأول رئيس أمريكي توجه له مثل هذه الاتهامات، وكشفت لائحة الاتهام أنه خزّن الوثائق السرية، في منزله بمنتجع "مار إيه لاغو" بولاية فلوريدا، بعدة أماكن منها قاعة رقص، والحمام، وغرفة النوم.
وأشارت لائحة الاتهام الموجهة ضد الرئيس الأمريكي السابق، إلى أنه بدءًا من يناير 2021، كان المنتجع يضم مئات الأشخاص ويعمل به أكثر من 150 موظفًا، وبدءًا من يناير حتى 15 مارس من العام نفسه، خزّن بعض الصناديق في قاعتي "مار إيه لاجو كلوب" البيضاء والذهبية، حيث أقيمت الأحداث والتجمعات، حسبما أشارت "نيويورك تايمز" في تقرير لها اليوم.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أن صناديق الوثائق ظلت مكدسة لبعض الوقت على خشبة المسرح، موضحة أن بعض الصناديق نقلها ترامب ومساعده والت ناوتا إلى مركز الأعمال بالنادي، وأن مساعده عثر على وثائق سريّة في ديسمبر 2021، تسربت من الصناديق إلى أرضية غرفة التخزين.
رسالة نصية
وكشفت لائحة الاتهام، أن مساعد ترامب بعدما عثر على الوثائق السرية في أرضية الغرفة، أرسل رسالة نصية إلى موظف آخر، وكتب فيها: "فتحت الباب ووجدت هذا"، وأرفقها بصورتين للوثائق، كانت إحداهما تحتوي على معلومات سرية.
معلومات استخباراتية
وتكمن أزمة الوثائق، في أنها تحتوي على معلومات استخباراتية، لم يكن بالإمكان الإفصاح عنها إلا لدول تحالف "العيون الخمس"، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وتضمنت الوثائق السرية، وفقًا للائحة الاتهام، معلومات حول نقاط ضعف أمريكا وحلفائها، أمام بعض الهجمات العسكرية، وعن عمليات انتقامية محتملة، للرد على هجمات خارجية، إضافة إلى معلومات عن القدرات العسكرية لأمريكا ودول أجنبية، بما في ذلك برامج نووية، بحسب "سي إن إن".
التآمر لتعطيل العدالة
ويواجه الرئيس الجمهوري السابق، وفقًا للائحة الاتهام، تهمة "التآمر لتعطيل العدالة"، وأنه احتفظ بوثائق سرية أخذها معه من البيت الأبيض، بغرض إخفائها عن هيئة محلفين فيدرالية كبرى، كما خبأها عن العديد من فروع الاستخبارات التابعة للحكومة الأمريكية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع ووكالة الأمن القومي ووزارة الطاقة ووزارة الخارجية.
13 ألف وثيقة
وقبل نحو عام، صادر محققون ما يقرب من 13 ألف وثيقة من منتجع مار-أ-لاجو، الذي يمتلكه ترامب في بالم بيتش في فلوريدا، منها 100 وثيقة تُصنف على أنها سرية، وتحقق وزارة العدل فيما إذا كان ترامب قد تعامل بشكل خاطئ مع وثائق سرية احتفظ بها بعد مغادرة البيت الأبيض في عام 2021.
ووصف ترامب توجيه الاتهامات الجنائية له من قبل وزارة العدل، بأنه "يوم أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية".
وكتب الرئيس الجمهوري في منشور على شبكة "تروث سوشيال" الاجتماعية التي يملكها: "أبلغت إدارة بايدن الفاسدة محاميَّ بتوجيه اتهامات لي".
وأضاف: "تم استدعائي للمثول أمام المحكمة الفيدرالية في ميامي يوم الثلاثاء.. لم أكن أتوقع أبدًا أن مثل هذا الأمر يمكن أن يحدث للرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية".
اعتراف بتسجيل صوتي
وفي 31 مايو الماضي، قالت شبكة سي إن إن، إن مدعين اتحاديين لديهم تسجيل صوتي يعود لعام 2021، للرئيس الأمريكي السابق وهو يعترف باحتفاظه بوثائق سرية تعود لوزارة الدفاع الأمريكية، بعد مغادرته منصبه، وهي وثائق تتعلق بهجوم محتمل على إيران.
وأوضحت الشبكة، أن التسجيل يوضح أن ترامب كان يدرك أنه يحتفظ بمواد سرية بعد مغادرته البيت الأبيض في عام 2021، لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات.