وسط أنباء عن اتفاق سري بين كوبا والصين لإنشاء محطة تنصت على الولايات المتحدة الأمريكية، من المقرر أن يزور أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، العاصمة الصينية بكين في نهاية الأسبوع المقبل، لتكون أول زيارة لدبلوماسي أمريكي رفيع المستوى منذ زيارة سلفه مايك بومبيو في عام 2018، وهي الخطوة التي يراها مراقبون أنها تهدف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى في نفوذ واشنطن بالشرق الأوسط.
استفزازات متبادلة
وذكرت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية نقلًا عن مسؤولين أمس الجمعة، أن وزير الخارجية الأمريكي سيصل يوم 18 يونيو الجاري إلى بكين، في مسعى لإصلاح العلاقات التي بلغت أدنى مستوياتها، بعد سلسلة من الاستفزازات المتبادلة بين البلدين، لا سيما ما تتعلق بجزيرة تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، فيما تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية معها وتدعمها بالأسلحة.
وكان جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، صرح مؤخرًا بأن واشنطن ستعلن في وقت قريب عن سفر مسؤولين أمريكيين، من دون أن يضيف أي تفاصيل، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن رفض الصين تلبية دعوة وجهتها لعقد لقاء في سنغافورة بين وزيري دفاع البلدين، على هامش مؤتمر الأمن في سنغافورة، المعروف باسم "شانجري-لا".
ويأتي الإعلان عن زيارة بلينكن إلى الصين، بعد أقل من يومين على اتهام واشنطن لكوبا وبكين بالتوصل إلى اتفاق سري من أجل إنشاء محطة تنصت إلكترونية، حيث أكد مسؤولون أن تلك القاعدة التي ستقام في الجزيرة على بعد نحو 100 ميل من ولاية فلوريدا الأمريكية، ستتيح لأجهزة المخابرات الصينية الحصول على الاتصالات الإلكترونية في جميع أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث توجد العديد من القواعد العسكرية.
عمل تجسسي
وللمرة الأولى منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مهامه في البيت الأبيض، التقى نظيره الصيني شي جين بينج، في نوفمبر الماضي، خلال قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، واتفقا على التعاون في عدد من القضايا، لكن العلاقات توترت مجددًا بعد اختراق منطاد مراقبة صيني سماء الولايات المتحدة، وهو ما اعتبرته واشنطن عملًا تجسسيًا، وأُلغيت زايرة لبلينكن إلى الصين في اللحظات الأخيرة.
وبدأ بلينكن زيارة إلى المملكة العربية السعودية في 6 يونيو الجاري، وأكد في تصريحات بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن الولايات المتحدة لا تطلب من أحد الاختيار بينها وبين الصين، مؤكدًا في تصريحاته أنه ببساطة يحاول إظهار فوائد الشراكة بين البلدين.
وتأتي تصريحات بلينكن من البلد الذي شهد لعب دور صيني بارز في الشرق الأوسط، وتحديدًا في شهر مارس الماضي، عندما رعت اتفاقًا غير متوقع بين الرياض وطهران، بعد سنوات من القطيعة.
وتحاول واشنطن التأكد من أن التقارب الصيني مع دول الشرق الأوسط، لن يضر بمصالحها في المنطقة.