لم يرتفع صوت قرع طبول الهجوم المُضاد الذي يعد له الجيش الأوكراني منذ فترة، إلا بعد إرسال أنواع جديدة من الأسلحة التي تحتاجها كييف، على إثر حملة ضغط استمرت لأشهر بقيادة بريطانيا، التي أعلنت منذ فترة قريبة البدء في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات F-16، في حين بلغت ذروتها بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه للخطة الأوكرانية في قمة مجموعة السبع بمدينة هيروشيما، في اليابان.
وقدمت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي مشروع قرار يدعو الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى نقل صواريخ "أتاكمز" البعيدة المدى على الفور إلى أوكرانيا.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول: "من خلال حرمان أوكرانيا من الأسلحة التي تحتاجها لكسب هذه الحرب، فإن الإدارة تطيل أمد الصراع الذي يودي بحياة عدد لا يحصى من الأوكرانيين"، بحسب صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية.
"أتاكمز" وتحقيق النصر
تأتي الدفعة المتجددة لإرسال أسلحة طويلة المدى إلى أوكرانيا، في الوقت الذي تحذر فيه كييف من هجومها المُضاد الذي طال انتظاره، إذ ضربت العمليات معظم خط المواجهة الروسي، بما في ذلك أهداف عبر الحدود في منطقة بيلجورود الروسية، ويصر المشرعون على أن إرسال صواريخ "أتاكمز" سيساعد الأوكرانيين على تحقيق النصر، وفقًا لصحيفة "أوكراينسكات برافدا" الأوكرانية.
وأكد النائب الجمهوري، مايكل ماكول، المُشارك في مشروع القرار، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أنه "إذا لم تزد الولايات المتحدة أوكرانيا بجميع الأسلحة اللازمة، فإن ذلك سيُؤدي إلى إطالة أمد الحرب".
وأضاف "ماكول" أن "نجاح الهجوم الأوكراني المُضاد يرتبط مباشرة بالمساعدة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤنا"، مُؤكدًا أن "من المخيب للآمال للغاية أن تؤخر الإدارة مليارات الدولارات من التمويل العسكري، والتي يُمكن تحويلها على الفور إلى أوكرانيا، وبالتالي مُساعدة قواتها المُسلحة على تغيير الوضع بشكل كبير في ساحة المعركة".
"ستورم شادو" و"سكالب"
في وثيقة مشروع القرار، تم ذكر قرارات حكومتي المملكة المتحدة وفرنسا بنقل صواريخ "ستورم شادو" و"سكالب" طويلة المدى، على التوالي، كلاهما بمدى 250 كيلومترًا.
وجاء في مشروع القرار أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يمتلكون معًا آلاف صواريخ "أتاكمز" التي يُمكن نقلها إلى أوكرانيا"، مُشيرًا إلى أن هيمنة روسيا الحالية على الأسلحة طويلة المدى "تجبر القوات الأوكرانية على القتال في وضع مُتكافئ".
قدرة الضربة العميقة
وفي حال تمرير القرار، سيدعو مجلس النواب الولايات المتحدة إلى "نقل عدد كافٍ من صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا على الفور؛ لتسريع انتصار أوكرانيا في الحرب، مع الحفاظ على الاستعداد القتالي للجيش الأمريكي"، بحسب "فورين بوليسي".
ينص القرار على أن "التوفير السريع لنظام الأسلحة الحاسم هذا سيوفر للجيش الأوكراني قدرة الضربة العميقة الحاسمة التي يفتقر إليها حاليًا، ويُعطل قدرة روسيا القتالية، ويُمكن أن يُسرع من انتصار أوكرانيا".
ما هي صواريخ "أتاكمز"؟
تُعد أنظمة الصواريخ التكتيكية "أتاكمز" هي صواريخ "أرض-أرض" بعيدة المدى، يُمكن أن تطير على مسافة نحو 300 كيلومتر، وهي نحو أربعة أضعاف الصواريخ المستخدمة من قبل أنظمة "هايمارس" المحمولة التي بدأت الولايات المتحدة إرسالها إلى أوكرانيا في العام الماضي.
رسالة للبيت الأبيض
إلى ذلك أرسل العديد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي رسالة إلى الرئيس "بايدن"، جو بايدن، يطالبون فيها بتزويد أوكرانيا بصواريخ تكتيكية بعيدة المدى من طراز "أتاكمز"، مما سيُسهم في ضرب مراكز القيادة والسيطرة الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، ليخلق المزيد من المشكلات للقيادة الروسية، ويعني ذلك أنه يتعين عليهم تشتيت المزيد من الخدمات اللوجستية المرهقة للغاية، وهذا يُعطي خيارات للأوكرانيين ويسمح لهم باتخاذ خطوات حاسمة إلى الأمام في ساحة المعركة الجنوبية.
ودعت الرسالة إدارة بايدن، إلى الموافقة على أسلحة مُتطورة أخرى، بما في ذلك طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز F-16 وقدرات دفاع جوي إضافية، مثل نظام دفاع صاروخي باتريوت آخر، كما حثته على تسريع نقل دبابات، "أبرامز"، والتي من المُتوقع أن تصل إلى أوكرانيا بحلول نهاية العام.
من جانبه، أعلن البيت الأبيض، في عدة مناسبات، عن رفض إدراج منظومة "أتاكمز" الصاروخية في حزم المساعدات العسكرية، مُشيرًا إلى أن التهديد بالتصعيد غير مرغوب فيه.