عيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخبيرة المصرفية حفيظة غاية أركان، رئيسة جديدة للبنك المركزي التركي، كأول امرأة تتولى هذا المنصب بالبلاد، في أحدث إشارة إلى أن الرئيس التركي الذي أُعيد انتخابه مجددًا، مايو الماضي، ربما يغير مساره في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي ضغوطًا شديدة بسبب تخفيض أسعار الفائدة.
وستحل "أركان" محل سلفها شهاب كافجي أوغلو، الذي تم ترقيته إلى منصب رئيس هيئة التنظيم والرقابة المصرفية، بعد سنوات من قيادة حملة لخفض أسعار الفائدة على مدار سنوات، أدت إلى انهيار تاريخي للعملة في 2021، وارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى في 24 عامًا بنسبة تجاوزت 85%، العام الماضي.
سياسات مألوفة
وجاء قرار الرئيس التركي بالاستفادة من "أركان" بعد أيام فقط من اختيار محمد شيمشك، نائب رئيس الوزراء السابق، الذي يحظى بشعبية لدى المستثمرين العالميين، وزيرًا للمالية، إلى جانب تعيين جودت يلماز، الذي يُنظر إليه على أنه مؤيد للسياسات الاقتصادية التقليدية، نائبًا للرئيس.
وستكون "حفيظة أركان" خامس من يتولى رئاسة البنك المركزي في 4 سنوات، وأول سيدة تركية تتولى هذا المنصب، بعد رئاسة مناصب عليا في القطاع المالي الأمريكي لسنوات عدة، ولقبت في تركيا بأنها "أصغر أستاذ مالي"، لخبرتها العميقة في الأعمال المصرفية والاستثمار وإدارة المخاطر والتكنولوجيا والابتكار الرقمي.
وكانت "أركان" تشغل مناصب رئيسة تنفيذية سابقة في بنك "فيرست ريبابليك"، والمديرة العامة في "جولدمان ساكس".
تفاؤل حذر
أثارت التعيينات الأخيرة تفاؤلًا حذرًا بين المستثمرين بأن الرئيس التركي ربما يغير سياسته السابقة، التي أشعلت أزمة مريرة في تكلفة المعيشية بأنقرة، ودفعت الليرة للانخفاض إلى مستويات قياسية مقابل الدولار، بحسب وسائل إعلام محلية.
ودفع أردوغان، المعارِض الدائم لارتفاع تكاليف الاقتراض، البنك المركزي إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي من 19% قبل عامين إلى 8.5%، خطوة أُلقي باللوم عليها في إشعال أزمة التضخم وتراجع الليرة مقابل الدولار.