يختتم القادة الأفارقة اليوم الخميس، بالعاصمة الزامبية لوساكا، أعمال القمة الـ 22 لتجمع دول السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي "الكوميسا"، وسط اهتمام بالغ بتحقيق مزيد من التكامل القاري عبر تعزيز التعاون "جنوب جنوب".
وتأتي القمة الـ22 للكوميسا، والتي يشارك فيها زعماء ورؤساء حكومات 21 دولة إفريقية، تحت شعار "التكامل الاقتصادي من أجل كوميسا مُزدهرة مُرتكزة على الاستثمار الأخضر والقيمة المضافة والسياحة"، وتركز على سبل دفع عملية التنمية، وتعزيز الاندماج الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء بالتجمع.
ومن المقرر أن تشهد القمة اليوم، تسليم الرئاسة الدورية للتجمع من مصر إلى زامبيا. وتسلمت مصر رئاسة الكوميسا في 23 /11 /2021 برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي المرة الثانية التي تتولى فيها مصر رئاسة هذا التجمع الاقتصادي، حيث كانت المرة الأولى خلال عامي 2001 و2002.
وأطلق الرئيس السيسي خلال القمة خطة عمل "الكوميسا" متوسطة المدى، للفترة من 2021 حتى 2025، والتي تهدف إلى تعميق التكامل الاقتصادي والإقليمي بين الدول الأعضاء، بما يتماشى مع اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وقد سعت مصر، خلال رئاستها للكوميسا، إلى تحقيق العديد من الأهداف، تضمنت تعظيم التكامل الصناعي، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، وذلك بالتناغم مع اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتقوية قدرة دول الكوميسا على الصمود أمام التحديات الدولية وخاصة جائحة كورونا، وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، والتركيز على التعاون في مجالات التحول الرقمي وربطها بالآليات التجارية، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية العابرة للحدود.
هدف التجمع
جرى تأسيس تجمع" الكوميسا" في ديسمبر 1994، بهدف إلغاء كافة القيود التجارية فيما بين دول أعضاء التجمع تمهيدًا لإنشاء وحدة اقتصادية للمنطقة. بالإضافة إلى، دفع عجلة التنمية المشتركة في كافة مجالات النشاط الاقتصاد، والتوصل إلى النمو المتواصل والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء، التعاون في إيجاد بيئة مشجعة للاستثمار المحلى والأجنبي.
كما تهدف "الكوميسا" للتعاون لتشجيع السلام، والأمن، والاستقرار بين الدول. التعاون لتقوية العلاقات بين دول السوق المشتركة وبقية دول العالم، الإسهام في تحقيق أهداف الجماعة الاقتصادية الإفريقية، تعميق مفهوم المصالح الاقتصادية المتبادلة.
نشأة الكوميسا
وقد تم إنشاء تجمع الكوميسا في ديسمبر عام 1994 خلفًًا لمنطقة التجارة التفضيلية التي بدأت في عام 1981، وتستضيف العاصمة الزامبية لوساكا مقر سكرتارية الكوميسا.
الدول الأعضاء في الكوميسا
وبدأت المنظمة بـ 19 دولة قامت بإنشاء منطقة تجارة حرة عام 2000 بينها (مصر، جيبوتي، كينيا، مدغشقر، مالاوي، موريشيوس، السودان، زامبيا، زيمبابوي).
وانضمت بعد ذلك رواندا وبورندي لمنطقة التجارة الحرة عام 2004، وانضمت ليبيا وجزر القمر عام 2006. وانضمت الصومال رسميا إلى السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) لتصبح العضو 21 من دول الأعضاء في السوق.
التزامات اتفاقية الكوميسا
وتنص التزامات اتفاقية الكوميسا على تخفيض الرسوم الجمركية في إطار منطقة التجارة الحرة بين الدول الأعضاء، وعدم فرض رسوم وضرائب جديدة، أو زيادة الرسوم المطبقة المتعلقة بالسلع التي يتم تداولها داخل السوق المشتركة، والاتفاق على تعريفة خارجية موحدة، وإلغاء جميع العوائق غير الجمركية.
وتجدر الإشارة إلى أن قيمة الصادرات الناتجة عن دول تجمع "الكوميسا" زادت بنسبة 20%، مقارنة بهبوط النمو الذي أصابها منذ 2020 بسبب جائحة كوفيد -19.
وركزت الجلسات التحضيرية للقمة الـ22 للكوميسا في لوساكا، على ضرورة الاهتمام بالقطاع الصحي والتصنيع الدوائي بين دول مجموعة "الكوميسا" والاستفادة من أزمة كورونا التي مرَّ بها العالم، وتناولت الجلسات التركيز على القطاع الخاص ودور المرأة للعمل في القطاعات الاقتصادية المختلفة.