في تطور مُهم قد يغير من توازن القوى في الأزمة الحالية، بدأت القوات الأوكرانية في شن هجوم مُضاد ضد القوات الروسية، يُعَدُ هذا الهجوم المُضاد استراتيجيًا من قِبَل القوات الأوكرانية، في محاولة لتعزيز تأثيرها على الأرض وتحقيق تقدم ميداني يُؤثر على القوات الروسية المُتمركزة في عدة مناطق، وقد تم توثيق تلك الأحداث بواسطة صحيفة نيويورك تايمز في تقرير نشرته اليوم.
ووفقًا لتقرير نيويورك تايمز، اشتبكت القوات الأوكرانية بقوة مع القوات الروسية في سلسلة من المعارك العنيفة على طول الخط الأمامي، وتضمنت العملية استخدام تكتيكات متنوعة، بما في ذلك القصف المدفعي والاستراتيجيات الهجومية القائمة على التعاون والتنسيق الجيد بين الوحدات العسكرية الأوكرانية.
وكثفت القوات الأوكرانية ضرباتها المدفعية وهجماتها البرية في موجة من الأنشطة العسكرية الهجومية على مدار الأسابيع الماضية، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، ذكروا أنه ربما تكون هذه العمليات هي بداية "الهجوم المُضاد" الذي تخطط له أوكرانيا منذ شهور، وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الهجوم الأوكراني بدأ على طول عدة نقاط على خط المواجهة في شرق البلاد، كما أوضح خبراء عسكريون أن كييف تحاول تحقيق أهدافها في التوجه بين الجانب الشرقي والجنوبي نحو بحر أزوف والجسر البري الذي يربط شبه جزيرة القرم.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أصدرت بيانًا أمس الاثنين، أوضحت فيه أن أوكرانيا بدأت هجماتها العسكرية في خمسة مواقع في منطقة دونيتسك الشرقية، وأن موسكو استطاعت صد هجمات أوكرانية على بعض المناطق، لكن لم تقدم موسكو معلومات مُؤكدة عن خسائر أوكرانيا.
وأضاف تقرير "نيويورك تايمز" أن كييف لم تخبر حلفاءها في واشنطن عن موعد بدء عملياتها المُضادة، لكنهم قدموا لهم إطارًا زمنيًا للوقت الذي يعتزمون فيه بدء الدفع ضد القوات الروسية، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، أن هجوم كييف المضاد قد بدأ على الأرجح بناءً على معلومات تم الحصول عليها من الأقمار الصناعية العسكرية الأمريكية، والتي كشفت عن زيادة الحركة داخل المواقع العسكرية الأوكرانية، وأضاف العسكريون الأمريكيون أنهم يعتقدون أن الوحدات الأوكرانية تقوم بدفعة أولية لتحديد مواقع وقوة القوات الروسية، وهو تكتيك تقليدي كان الأمريكيون يدربون القوات الأوكرانية على استخدامه.
وقال مسؤول أمريكي إن هذا الاختبار لنقاط الضعف المُحتملة في الدفاعات والقوى العاملة والروح المعنوية الروسية، وهو ما يسميه الجيش الأمريكي "الاستطلاع بالقوة"، قد يستمر لعدة أيام، وقال المسؤول إنه إذا نجح الهجوم المُضاد الأوكراني فسوف تتضح معالمه أكثر خلال تلك الفترة.