الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مارلين مونرو الشرق.. هند رستم حكاية نجمة اعتزلت الفن من أجل واجباتها الزوجية

  • مشاركة :
post-title
هند رستم

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

"تستيقظ من نومها في الخامسة صباحًا، وتجلس أمام التليفزيون، تتابع واجباتها اليومية، ثم تنام في العاشرة مساءً"، كان هذا هو روتين النجمة هند رستم في آخر أيامها، بعد أن قررت العزلة والابتعاد عن الأضواء، والعيش حياة هادئة بعيدًا عن الشهرة، حيث اختارت أن تراعي ابنتها وزوجها، وأغلقت الباب على فنها، وهي في عمر الأربعين.

وحينما كان يطلبها أحد لأعمال كانت تعتذر، بعد أن قررت ألا تقف مجددًا أمام الكاميرا بما في ذلك اللقاءات التليفزيونية التي كانت ترفض أن تجريها، مكتفيةً بالظهور مرات قليلة جدًا، بإقناع من ابنتها الوحيدة سارة.

بدأت رحلة هند رستم، المولودة في مدينة الإسكندرية عام 1931، بالصدفة، ففي سن صغيرة ظهرت الراحلة في مشهد صغير بأحد الفيديوهات، ثم تكرر ظهورها في عدد من الأعمال، حتى سنحت الفرصة الحقيقية من خلال فيلم "أزهار وأشواك"، وبعدها تغيرت حياتها وتوالت عليها الأعمال الفنية، وخطفت المشاهدين بخفتها وجمالها، وكذلك المخرجين الذين أعجبوا بموهبتها المتفردة.

حياتها الزوجية

تزوجت هند رستم مرتين، كانت الأولى من المخرج حسن رضا، ورزقت منه بابنتها الوحيدة بسنت، ولكن تلك الزيجة لم تستمر طويلًا، ثم تزوجت بعده الدكتور محمد فياض، وتحكي عن حُبها له، حيث تقول في أحد لقاءاتها النادرة: "حينما أستيقظ من النوم صباحًا أنظر إلى صورته وأتحدث معه، فقد كان سببًا في كثير من الأمور الرائعة في حياتي حيًا وميتًا، فهو عالم وإنسان ولا يحب الأموال، وعشت معه حياة هادئة رائعة واستغنيت به عن كل شيء".

وتابعت: "قررت في سن الأربعين أن أعتزل في قمة مجدي، وأن أتفرغ له لأرعاه، لأنه رجل يحمل أرواحًا في يده، فكان يجب أن يعود إلى منزله فيجد الراحة والاهتمام، ولم أندم يومًا واحدًا على هذا القرار، وكما يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة".

أفلام عربية

في أواخر أيام هند رستم رفضت أن تشاهد الأفلام التي تذاع على التليفزيون ورفضت الموضة الجديدة للسينما، وقالت في أحد لقاءاتها التليفزيونية: "هذه ليست السينما التي عرفناها، فأنا أرفض الشتائم والتجاوزات، وأين الرقابة مما يحدث، وأنا أتذكر أنه حينما كُنّا نصور أحد الأعمال كان موجودًا معنا أحد الأفراد من الرقابة من أجل التأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام".

حصيلة كبيرة

تجاوزت عدد أفلام الجميلة هند رستم الـ100 فيلم، من بينها عدد من الأعمال الخالدة التي لا تنسى، مثل "ابن حميدو، الحلوة عزيزة، الخروج من الجنة وغيرها"، ولكن "هند" لم تكن سعيدة في مشوارها بكل هذا الكم من الأعمال، حيث تقول: "قدمت ما يقرب من 123 فيلمًا في مشواري، ولكن ما أعتز بها لا يتجاوز الخمسة عشر عملًا، وأغلبها في بدايات مشواري الفني، وأعتز كثيرًا بفيلم رحمة من السماء".

خوف

حكت هند رستم عن شعورها في أول يوم تصوير وآخره في بدايتها ونهاية مشوارها الفني، حيث قالت في لقاء تلفزيوني: "أكون خائفة جدًا مع بداية أي عمل وأعصابي مشدودة، وآخر يوم كنت أبكي لأننا انتهينا، أما بعد ذلك ومع تقدم العمر، فحينما أدخل عملًا كنت أنتظر اللحظة التي ينتهي فيها".

نجمة الإغراء

اشتهرت هند رستم من بدايتها في عالم الفن بلقب "نجمة الإغراء"، وظل يلازمها حتى رحيلها عن عالمنا، كما كانت تُلقب أيضًا بـ"مارلين مونرو الشرق"، وفي أحد لقاءاتها سألها المذيع: من الذي تشبهك في مسيرتك أو في ألقابك؟ فردت بكل ثقة:" أنا لن أكرر".

رحيل

وفي عام 2011، عن عمر 79 عامًا، رحلت "مارلين مونرو" الشاشة بعد تعرضها لأزمة قلبية، تاركةً وراءها تاريخًا فنيًا لا ينسى، أثرى الشاشة وما زال تتناقله الأجيال.