دافع تيموثي بارلاتور- المحامي السابق لدونالد ترامب- عن الرئيس الأمريكي السابق، أمس الأحد، مقارنًا بين تحقيقه في الوثائق السرية وقضية رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون.
يخضع ترامب حاليًا للتحقيق من قِبل وزارة العدل الأمريكية بزعم إساءة التعامل مع مئات المستندات السرية التي أخذها من البيت الأبيض بعدما غادر منصبه في يناير 2021، إذ استعاد مكتب التحقيقات الفيدرالي، في أغسطس الماضي، مستندات سرية من منتجع "مار أي لاجو" الخاص بالرئيس الأمريكي السابق في فلوريدا، بعد شهور من إصداره مذكرة استدعاء أمام هيئة المحلفين الكبرى في مايو 2022 التي تطلب منه إعادة جميع المستندات التي بحوزته وتم تمييزها بأنها سرية.
نفي الاتهامات
ونفى ترامب ارتكاب أي اتهامات خلال التحقيق، وادعى أنه رفع السرية عن الوثائق قبل إخراجها من البيت الأبيض، قبل أن يتم تعيين المحامي الخاص جاك سميث من قِبل وزارة العدل للإشراف على القضية.
ترامب مثل هيلاري كلينتون
سأل مضيف برنامج Meet the Press، تشاك تود، الذي يذاع على شبكة إن بي سي الأمريكية، محامي ترامب السابق، خلال مقابلة أمس الأحد، عما إذا كان سيتفاجأ أم لا إذا لم يواجه ترامب أي اتهامات في قضية الوثائق، ليرد عليه المحامي"بارلاتور": «لا، على الإطلاق»، مضيفًا إن كل قضية تحتاج إلى فحص بناءً على وقائع القانون، وما إذا كانت بعض الادعاءات قابلة للإثبات، وإذا كان الادعاء في القضية منطقيًا.
وتابع محامي ترامب السابق: "حتى لو فعل الكثير من الأشياء التي يقولون إنه فعلها أثناء محاكمته، فهي نفس الأسباب التي تجعلك لا ترغب في مقاضاته كما لو كنت في عام 2016، كنت مع الرأي القائل بأنه لا ينبغي محاكمة هيلاري كلينتون، لأن هناك العديد من الحيثيات الأخرى للقضية".
إدانة هيلاري كلينتون
كانت هيلاري كلينتون قد أدينت في 2016 على خلفية استخدامها لحساب بريد إلكتروني (سيرفر) شخصي أثناء عملها كوزيرة للخارجية خلال إدارة أوباما، ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي لفتح تحقيق حول ما إذا كانت المعلومات السرية قد تم نقلها أو تخزينها بشكل غير صحيح على هذا النظام الشخصي، ومع ذلك، لم يتم توجيه أي اتهام لها، ما جعل ترامب يوجه لها النقد الشديد خلال حملته لانتخابات الرئاسة الماضية.
لا تهم جنائية على كلينتون
ويؤكد ذلك ما وجده مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك أنه لا توجد قضية تدعم التهم الجنائية ضد كلينتون بناءً على الحقائق التي أعلنتها الوكالة في ذلك الوقت.
وقال المكتب في تقريره "على الرغم من أننا لم نجد دليلاً واضحًا على أن الوزيرة كلينتون أو زملاءها يعتزمون انتهاك القوانين التي تحكم التعامل مع المعلومات السرية، إلا أن هناك أدلة على أنهم كانوا مهملين للغاية في تعاملهم مع معلومات حساسة وسرية للغاية".
قضية معقدة
كما أوضح "بارلاتور" أن "التصنيف ليس ملزمًا لهيئة المحلفين" وأن هيئة المحلفين ستحتاج إلى الاطلاع على وثائق ترامب السرية مع دليل على أن السجلات تحتوي على معلومات دفاع وطني.
كانت القضايا الخاصة بسوء التعامل مع السجلات السرية، سواء كانت تتعلق بكلينتون أو ترامب أو حتى الرئيس جو بايدن - الذي تبين أنه احتفظ بمواد سرية داخل منزله في ديلاوير- "معقدة" للمحاكمة، وفقًا لما أشار بارلاتور لمجلة "نيوزويك" الأمريكية .
وعن تلك الحالات معقدة قال"بارلاتور" إن المعلومات الحساسة المعنية، التي قد تشمل مواد تعتبر خطرة على الأمن القومي، يجب رفع السرية عنها من أجل تقديمها إلى هيئة المحلفين وإتاحتها للجمهور.
"عندما يتعلق الأمر بهيلاري كلينتون، وجو بايدن، ودونالد ترامب، الوثائق المعنية، ليس لديك أي فكرة عما تحتوي عليها، ولكن عندما تقدم للمحاكمة، ستحتاج إلى الوصول إليها لأنهم سيحتاجون إلى إحضارهم إلى عالم مفتوح، وسيحتاجون إلى عرضها على هيئة محلفين، وسيحتاجون إلى رفع السرية إلى حد كبير عن هذه الوثائق لتقييم مدى سريتها وإضرارها بالامن العام"، كما قال عن القضايا التي وصفها بأنها" مشحونة سياسيًا".
مع العلم بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان صادر وثائق من منتجع "مار أي لاجو"، ورد أنها تضمنت معلومات سرية للغاية حول البرامج النووية، من بين معلومات سرية حساسة أخرى قد تشكل خطرًا على الأمن القومي.
رحيل بارلاتور
أفادت شبكة "سي إن إن" أن بارلاتور ترك الفريق القانوني لترامب منذ أكثر من أسبوعين بعد أن لعب دورًا مهمًا في قضية الوثائق السرية للرئيس السابق، بل وأدلى بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى.
وقال "بارلاتور" لشبكة CNN الشهر الماضي إن رحيله كان اختيارًا شخصيًا ولا يفكر في القضية،إذ أعتقد بقوة أن فريق (وزارة العدل) ينخرط في سوء سلوك لمتابعة تحقيق في سلوك ليس إجراميًا.. "لقد كان شرفًا رائعًا أن أخدم وأعمل من خلال قضايا قانونية مثيرة للاهتمام".
تحديات قانونية جديدة
لا يزال التحقيق في قضية الوثائق السرية مستمرًا على الرغم من أن الاعتقاد بأنه وصل إلى مراحله النهائية، لكن لا يزال ترامب يواجه المزيد من التحديات القانونية في القضية بعد أن ورد أن محاميه لم يتمكنوا من العثور على وثيقة عسكرية أمريكية سرية تحدث سابقًا عن الاحتفاظ بها في تسجيل صوتي تم تسريبه أخيرًا، وذلك بعد ما سلم محامو ترامب، مارس الماضي، عددًا من المستندات ردًا على أمر استدعاء فيدرالي يتعلق بالوثيقة العسكرية الأمريكية، على الرغم من أنهم لم يعثروا على الوثيقة نفسها، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" يوم الجمعة الماضي.
في غضون ذلك، حصل المدعون على تسجيل صوتي لترامب خلال اجتماع في يوليو 2021 في ملعب الجولف الخاص به في بيدمينستر، نيو جيرسي، يقر فيه بأنه احتفظ بوثيقة سرية للبنتاجون توضح بالتفصيل هجومًا محتملاً على إيران.
ترامب ينفي الاتهامات
ونفى الرئيس السابق ارتكاب أي اتهامات بعد تقارير عن التسجيل الصوتي المسرب له أخيرًا وهو يعترف بالاحتفاظ بوثائق البنتاجون، وقال في مقابلة سابقة مع قناة فوكس نيوز إنه "لا يعرف شيئًا عن ذلك. كل ما أعرفه هو هذا كل ما فعلته كان صحيحا ".