قال أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قدّم، أمس الجمعة، خطابًا جيدًا في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ المصرية، لافتًا إلى أنه وجّه كلمةً للداخل الأمريكي، باعتبار أن ورقة تغير المناخ كانت جزءًا من الحملة الانتخابية للديمقراطيين.
وأضاف "سنجر"، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد عبدالرحمن ببرنامج "هذا المساء" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن خطاب الرئيس الأمريكي أشار إلى بعض النقاط المهمة، في مقدمتها العلاقات المصرية-الأمريكية، وتركيز خطابه على أن قمة شرم الشيخ هي "قمة التنفيذ".
وأوضح خبير السياسات الدولية، أن منح مصر 500 مليون دولار، جاء قناعةً من أنها يُعتمد عليها، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة ملهمة.
وذكر أن قمة شرم الشيخ نجحت في لفت أنظار العالم، إذ استطاع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحنكته أن يفهم الداخل الأمريكي، وجاء بالرئيس الأمريكي ونانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، إلى مصر.
ومن جهتها، قالت الدكتورة سمر الباجوري، أستاذة العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية، عبر "سكايب" من القاهرة، إن إعلان بايدن تخفيض الانبعاثات لنحو 50 في المئة، بحلول 2030 هو طرح طموح للغاية، وشديد التفاؤل، مشيرة إلى أن النهج العام للتخفيض لا يسير في المسار المتفائل.
وقالت "الباجوري" إن كلمة الرئيس الأمريكي عودة مرة أخرى لأولويات التغير المناخي، لافتة إلى أن قضاياها عادت مرة أخرى لأجندة السياسة الأمريكية.
وأشارت إلى أن بايدن لم يتحدث فقط عن القضية المناخية، بل تضمن خطابه قضايا تهم الداخل الأمريكي، كالتضخم وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد الأمريكي، ولهذا قال الخبراء إنه وجّه خطابًا للداخل الأمريكي، منوهة بأنه استفاد من الزخم الكبير، وأن أنظار العالم تلتفت إلى مصر، ما دفعه لتسليط الضوء على القضايا التي تشغل الرأي العام الأمريكي.
بينما قال رامي جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من واشنطن، إن هناك كثيرًا من ردود الأفعال على كلمة بايدن في شرم الشيخ، وأن هناك ترحيبًا كبيرًا في إحدى الصحف الأمريكية، والتي جاء عنوانها الرئيسي "الولايات المتحدة عادة مرة أخرى لقضية المناخ"، وظهر ذلك جليًا في خطاب بايدن عندما اعتذر عن خروج الولايات، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من اتفاقية باريس.
وأضاف "جبر" أن هناك صحيفة أخرى تحدثت عن "انتصار مناخي" حققه بايدن في شرم الشيخ، من خلال كلمته التي أوضح فيها أن قضية المناخ ذات أولوية، فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في عنوان رئيسي لها إن "الرئيس الأمريكي أعلن تحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها عن العديد من مسببات الانبعاثات الكربونية"، وهذا يضع مسؤولية كبيرة عليها.