رحلت الملحّنة الفنلندية كايا سارياهو عن عمر ناهز الـ70 عامًا في العاصمة الفرنسية باريس، لتطوي وفاتها صفحة من الموسيقى المعاصرة، إذ يعتبرها كثيرون من الأهم في عصرها.
وأوضحت عائلة سارياهو، في بيان لها، أن الراحلة كانت تعاني مرض السرطان منذ مطلع عام 2021، وتوفيت بمنزلها في باريس، كذلك أكدت دار الإنتاج الموسيقي "تشيستر ميوزيك"، التي تعاونت معها منذ عام 1986، صراع الراحلة مع المرض قبل الرحيل.
وأمضت سارياهو، الأشهر الأخيرة من حياتها في إنجاز كونشيرتو البوق "هاش" الذي سيعرض للمرة الأولى في العاصمة الفنلندية يوم 24 أغسطس المقبل، بحسب ما أعلنته عائلتها.
وأعربت دار أوبرا "رويال أوبرا" اللندنية، عن حزنها لوفاة سارياهو، مؤكدة أنها واحدة من أهم ملحنين عصرنا، إذ كانت الأبرز في جيل الفنانين الفنلنديين وواحدة من النساء النادرات اللائي تمكنّ من البروز في مجال لا يزال يطغى عليه الرجال.
عاشت كايا أنيلي لاكونن -الاسم الحقيقي للراحلة- في فرنسا منذ ثمانينيات القرن الـ20 مع زوجها الملحّن جان باتيست باريير، ونالت جائزة "فيكتوار" في فئة الموسيقى الكلاسيكية عام 2022 عن عملها الأوبرالي "إينوسنس" عن إطلاق نار في إحدى المدارس.
وعملت سارياهو المولودة في 14 أكتوبر 1952 في هلسنكي، 7 سنوات في هذه الأوبرا التي شارك فيها اثنان من مواطنيها، هما الروائية صوفي أوكسانن، التي كتبت النص الأصلي، وقائدة الأوركسترا سوزانا مالكي.
وبرزت من أعمالها قبل ذلك أوبرا L'Amour de loin (الحب عن بُعد) عام 2000، التي أخرجها بيتر سيلارز واقتُبست عن كتاب للروائي الفرنسي اللبناني الأصل أمين معلوف، واقتبست الراحلة "أدريانا ماتر" عن كتاب لأمين معلوف عام 2006، ومن أعمالها الأخرى "أونلي ذي ساوند ريماينز" عام 2018.
ونالت هذه الأوبرا، التي سجلها قائد الأوركسترا "كِنت ناجانو" مع الأوركسترا السيمفونية الألمانية في برلين، جائزة "جرامي" في الولايات المتحدة عام 2011.
وفي مارس الماضي، منح الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، المُلحنة الراحلة، لقب "عضو أكاديمية الفنون" الفخري الذي لا يعطى سوى لعدد قليل من الفنانين.