زار ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، العاصمة الصينية بكين، الشهر الماضي، سرًا، وسط تصاعد تدهور العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة.
ويعد "بيرنز" أحد أبرز المساعدين الموثوقين للرئيس الأمريكي جو بايدن، ويعهد إليه بالأمور الحساسة، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وترى الصحيفة، التي نقلت عن 5 مسؤولين مطلعين على الزيارة، أن زيارة "بيرنز" إلى الصين تمثل علامة على قلق البيت الأبيض بشأن تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، وأنه سافر إلى الصين للحديث مع المسؤولين هناك.
وتأتي زيارة المسؤول الأمريكي الرفيع، في وقت تدفع واشنطن إلى انخراط على مستوى رفيع مع بكين، لتحقيق استقرار في العلاقات بين البلدين، فيما رفض البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية التعليق على الزيارة، لكن مسؤولاً أمريكيًا قال لـ"فاينانشيال تايمز" إن بيرنز التقى مسؤولي الاستخبارات الصينية خلال الزيارة.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمريكي قوله إن "بيرنز"، سافر الشهر الماضي إلى بكين، والتقى نظرائه الصينيين، وأكد أهمية الحفاظ على خطوط التواصل مفتوحة بين القنوات الاستخباراتية، وجرت الزيارة خلال نفس الشهر الذي التقى فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي في فيينا.
أرفع زيارة أمريكية
وتعد زيارة بيرنز أرفع زيارة لمسؤول أمريكي إلى الصين، منذ زيارة نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان، إلى تانجين في يوليو 2021.
وأفادت الصحيفة، بأن بايدن طلب من بيرنز أكثر من مرة القيام بمهمات حساسة في الداخل والخارج، وأنه سافر إلى موسكو في نوفمبر 2021، لتحذير روسيا من غزو أوكرانيا.
زيارة بيلوسي إلى تايوان
وعن زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة إلى تايوان، والتي أثارت غضبًا صينيًا كبيرًا، قال عدة أشخاص مطلعين على الوضع إن "بايدن" أرسل بيرنز العام الماضي إلى مبنى الكابيتول، لمحاولة إقناع بيلوسي بعدم السفر إلى تايوان.
ويحاول البيت الأبيض استئناف التبادلات مع الصين خاصة بعد فترة مضطربة من العلاقات بين البلدين بدأت في فبراير، حين رصدت الولايات المتحدة ما قالت إنه "منطاد تجسس صيني" فوق أمريكا الشمالية، وهي الحادثة التي أدت إلى تخريب جهود تمهيد أرضية العلاقات بين البلدين، التي اتفق عليها بايدن مع نظيره الصيني شي جين بينج، خلال لقائهما في نوفمبر الماضي على هامش قمة العشرين.
وبرز تدهور العلاقات بين البلدين، عندما رفض لي شانج فو، وزير الدفاع الصيني عقد لقاء مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، على هامش أعمال الاجتماع الأمني الآسيوي البارز "شانجري-لا"، والذي بدأ اليوم الجمعة، ويستمر حتى الرابع من يونيو الجاري.