كانت جورجيا ولا تزال تسعى إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي والناتو منذ سنوات وهو ما يفرض على الدول الواقعة في جنوب القوقاز العديد من الاشتراطات الصعبة، وما يترتب عليه من الوقوف بوجه روسيا، التي لا تزال تستخدم نفوذها لجمح تلك الخطوة.
تصطدم رغبة جورجيا دائمًا بالدب الروسي، إذ تسعى موسكو لإعادة بناء نفوذها بعد 15 عامًا من حرب القوقاز، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وتتكئ جورجيا في الانضمام إلى الناتو، على ميل شعبها إلى الغرب، بنسبة تقارب الـ85% من إجمالي سكانها، بأحدث الإحصاءات.
يبلغ عدد سكان جورجيا 3.7 مليون نسمة فقط، يريد الجورجيون المؤيدون للغرب أيضًا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لأنهم يخشون أن تتمكن روسيا يومًا ما من الاستيلاء على البلاد بأكملها.
رفض عطلة ابنة "لافروف"
ميل الشعب الجورجي للغرب بدا واضحا في واقعة تصاعد الاحتجاجات بالقرب من فندق على بحيرة في جورجيا، منتصف مايو الماضي، إذ تجمع نشطاء وأنصار المعارضة الجورجية في منتجع بحيرة كفاريلي، احتجاجا على قضاء ابنة وزير الخارجية الروسي عطلتها في فندق 4 نجوم، شرق البلاد، على بعد نحو 15 كيلومترًا من الحدود الروسية.
أمام هذه الاحتجاجات تحركت الشرطة الجورجية مع عدة مئات من خدمات الطوارئ، لتأمين ابنة وزير الخارجية الروسية خلال تواجدها في الفندق.
تدهور العلاقات مع روسيا
كانت جورجيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي وأعلنت استقلالها بعد انهياره عام 1991، لكن العلاقات مع روسيا تدهورت وتصاعدت في 2008.
اندلعت الحرب بين جورجيا وروسيا على خلفية الصراع على المناطق الانفصالية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ما دفع روسيا إلى مهاجمتها.
حرب الخمسة أيام
انتصر جنود موسكو في الحرب في خمسة أيام فقط، إذ ساروا لمسافة تصل 40 كيلومترًا من العاصمة تبليسي، وبعد انتهاء الحرب بسرعة، اعترفت روسيا بالمناطق الانفصالية الموالية لروسيا كدول مستقلة.
وعلى الرغم من أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لا تزالان تابعتان لجورجيا بموجب القانون الدولي، إلا إن تبليسي لم تعد تسيطر على الدولتين اللتين تدعمهما روسيا.
وتعمل النزاعات الإقليمية على الأراضي الجورجية، في إبعادها عن "الناتو"، إذ إن موسكو على دراية أن بلدًا يعاني من مثل هذا الوضع الأمني غير المستقر لا يمكن أن ينجح في الاقتراب من الاتحاد الأوروبي.
بقاء "الحلم الجورجي"
ستجرى انتخابات برلمانية في جورجيا، العام المقبل، وترغب موسكو في ضخ مزيد من الأموال لدعم الاقتصاد من أجل بقاء الحزب الحاكم "الحلم الجورجي"، من خلال تعزيز قطاع السياحة الجورجي، من خلال عودة الرحلات الجوية المباشرة مع موسكو، ما يساعد في إعادة انتخاب الحكومة.
وتدرك روسيا أن التقارب مع جورجيا ممكن فقط إذا ظل حزب "الحلم الجورجي" في السلطة.