الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أحمد أبو الغيط: استبدال الجامعة العربية بنظام شرق أوسطي "مرفوض"

  • مشاركة :
post-title
جانب من حوار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مع الكاتب الصحفي أحمد الطاهري

القاهرة الإخبارية - هبة وهدان

أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الخميس، رفضه لإنشاء نظام عربي جديد (نظام شرق أوسطي)، متسائلا: "كيف يعقل أن نُدخل إيران ونُدخل تركيا ونُدخل إثيوبيا وإسرائيل فى الإطار العربى؟".

وأضاف "أبو الغيط" في حواره مع الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، على شاشة قناة "إكسترا نيوز" المصرية، أن الوضع الدولي وضْعٌ بالغُ التعقيد، وهناك ملامح حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة، مشيرًا إلى خطورة الوضع الحالي إذ يشبه أجواءَ عام 1910 قبل الحرب العالمية الأولى، و1935 قبل نشوب الحرب العالمية الثانية.

ولم يستبعد الأمين العام للجامعة العربية ميلاد تكتل (أورو- آسيوى) بين الاتحاد الأوروبى والروس والصين فى 2030 إذا استمر الوضع كما هو، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه "مع الاهتمام بالمواطن الأوكرانى يجب ألا ينسَى المجتمع الدولى الاهتمامَ بالمواطن السودانى والفلسطينى". 

الدور القطري في تحسين العلاقات بين مصر وتركيا

وأشاد "أبو الغيط"، بدور الدول العربية مثل سلطنة عُمَان والعراق، في إحداث التقارب بالنسبة لمسار "السعودية - إيران"، وهناك أحاديث أخرى تشير إلى جهد سلطنة عُمَان بالنسبة لتهدئة الأوضاع على الجانب "المصري- التركي"، وكذلك لعبت قطر دَورًا جيدًا حينما رتبت لقاءً بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش مونديال قطر.

وذكر أن التقارب بين إيران وتركيا ودول الجوار العربي سيكون له تأثيرٌ مباشرٌ على عودة الجامعة العربية للحِوار المباشر مع تركيا.

الأمن القومى العربى كُلٌّ لا يتجزَأ

وأكد أن الأمن القومى العربى كُلٌّ لا يتجزَأ، والحديث الآن عن السودان وأهميته كمحور أساسى ومهم للأمن القومى العربى وكدولة مطلة على البحر الأحمر ولها تأثير كبير على جزء مهم من الوطن العربى.

الصدام في السودان

وبشأن الأحداث في السودان، أكد "أبوالغيط" أنه توقع حدوثها، إذ إنه لا يمكن للقوات المسلحة السودانية أو أي قوات مسلحة في أي دولة عربية أن تسمح بوجود ميليشيا مسلحة على أرضها، لافتًا إلى أن قوات التدخل السريع هي ميليشيا مسلحة.

عودة سوريا لمحيطها العربي

وبشأن عودة سوريا للجامعة العربية، قال الأمين، إن هذا القرار يتوقف على الأداء السوري داخل الجامعة، فحتى اللحظة هناك وفد سوري سيَحضر ومندوبية تُفتَح وعضوية كاملة لسوريا، لافتًا إلى أن الأداء ستظهر معالمه عندما يجلس مندوب سوريا داخل الجامعة.

وتابع: "أتوقع أن أداء سوريا سيكون هادئًا ومتزنًا، وسيسعَى لتحقيق مواقف إيجابية مثل ما نراه في أعمال الجامعة، وأتمنى ألا يكون هناك مرارة لدى أداء الوفد السوري تجاه الجامعة؛ لأنها انعكاس لإرادات عربية".

وشدد "أبوالغيط" على أن سوريا تعاني وضعًا صعبًا لم تشفَ بعد منذ 2011، مشيرًا لحديث رئيس المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين بأن هناك نحو 7 ملايين سوري لاجئ خارج البلاد، ومن 3 إلى 4 ملايين نازح داخل سوريا، ومن المطلوب إنهاء كل هذا، فضلًا عن ضرورة إنهاء التدخلات الأجنبية في الشأن السوري.

خطورة تحول الحرب الباردة إلى عالمية

كما أكد أن الوضع الدولي وضع بالغ الخطورة؛ إذ إن هناك احتدامًا بين قوَى نووية كبرَى مثل روسيا وحلف الأطلسي، وهناك ملامح حرب جديدة بين الصين والولايات المتحدة والعالم الغربي، مشيرًا إلى أن تلك الفترة تشبه في خطورتها الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى بنحو 5 أعوام، وكذلك الفترة التي تلتها الحرب الثانية.

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن الإنفاق العسكري تضاعف وإنه لا يمكن استبعاد ظهور كتلة جديدة، بحلول عام 2030 واستمرار الوضع على ما هو عليه، هي "الأورو آسيوي"، يمكن أن تستخدم الأسلحة النووية وتتحول من حرب باردة إلى نووية، هذا ما يجعل الإنسان يستشعر الانزعاج.

الجيش المصري سبيكة صيغت في بوتقة الوطنية

ووصف "أبو الغيط"، القوات المسلحة المصرية بالسبيكة التي تصاغ داخل "أفران حامية جدًا" اسمها الوطنية المصرية، وهذا ما كنت أراه في أبي وكان ضابطًا بالجيش، ولذلك أقول إني كنت على ثقة من استجابتها لنداء الشعب المصري".

كما أكد أن مصر لها طبيعة خاصة تختلف عن بقية دول الإقليم كونها تمتلك قوات مسلحة كبيرة وقوية ولا يوجد فيها عشائرية ولا قبلية ولا طائفية، وإن السبيكة هنا مختلفة تمامًا.

تحديث ميثاق الجامعة

وعن مطلب تحديث ميثاق الدول العربية، أكد "أبو الغيط"، أن ما يرضي الدول العربية وتتوافق عليه يكون لزامًا على الأمين العام تنفيذه، لافتًا إلى أن ما يثيره أحيانًا هو قول البعض من المفكرين فلنذهب بعيدًا لكي ننشئ نظامًا عربيًا جديدًا، مُتسائلا كيفية حدوث ذلك في وسط كل هذه الخلافات والنزاعات، وأن من الأولى أن تحافظ على الموجود وبعد ذلك تطوره وتدفعه إلى التقدم.

رفع التدخلات الخارجية عن لبنان

وطالب الأمين العام للجامعة العربية بضرورة رفع يد التدخلات الخارجية عن لبنان، مشيرًا إلى أن مسألة الغاز والنفط ثروات للخير، ولكن أحيانًا تكون وباءً يلحق بمجتمع، مشددًا على ضرورة صياغة القوانين والتشريعات لكي تضمن استخدام هذه الثروة في تحقيق أماني الشعب اللبناني، وأنه إذا تحقق ذلك فإن لبنان سيستقر ويذهب إلى أبعد من ذلك بكثير.

المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين

كما طالب قوات الاحتلال الإسرائيلي بقبول المصالحة مع الفلسطينيين وتقبل وجودهم على أرض لا تتجاوز 20% من فلسطين التاريخية، لافتًا إلى أنه في حدود عام 2050 سيكون عدد السكان هناك ما بين 20 إلى 25 مليون شخص سيكون منهم 12 مليون فلسطيني على الأقل وسيزداد العدد تباعًا.