الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تكلفة العمليات العسكرية في أوكرانيا تفاجئ الخبراء.. تحليل "إيكونومست"

  • مشاركة :
post-title
الجيش الروسي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

بدأت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022، ونتيجة للمواجهات، لقي آلاف الأشخاص حتفهم ودمرت بنية تحتية بمليارات الدولارات في أوكرانيا، وترى مجلة "إيكونومست" البريطانية أنه رغم العمليات العسكرية، جاءت الأضرار بتكلفة معتدلة نسبيًا لروسيا، كما أن اقتصادها صامد بشكل أفضل بكثير مما توقعه أي شخص، كما أن التكلفة المالية المباشرة للحرب منخفضة بشكل مدهش.

67 مليار دولار سنويًا فقط

وتابعت المجلة البريطانية، أن موازنة روسيا غير معروفة، خاصة الموازنة العسكرية، لذا فإن تقديرات ما تنفقه روسيا على العمليات العسكرية تظل غير دقيقة، ولذا حاولت المجلة استشارة العديد من الخبراء، مع قيامها بتحليل خاص، للتوصل إلى رقم محدد لتكلفة العمليات العسكرية بالنسبة إلى روسيا، وتابعت أن التحليل أخذ في حسبانه توقعات الحكومة الروسية قبل الأزمة لما ستنفقه على الدفاع والأمن، ومقارنة ذلك بما أنفقته بالفعل، وهذا من شأنه أن يجعل تكلفة العمليات العسكرية حوالي 5 تريليونات روبل، أي حوالي 67 مليار دولار سنويا، أو 3% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأشارت المجلة إلى أن ذلك، بالمعايير التاريخية ومقارنة بتكاليف عمليات عسكرية أخرى، وبعد أن تم إحصاء تقديرات الإنفاق على عمليات عسكرية أخرى، بعضها يتعلق بروسيا والبعض الآخر لا، في ذروة الحرب العالمية الثانية، وضربت مثلا بإنفاق الاتحاد السوفيتي 61٪ من الناتج المحلي الإجمالي على المجهود الحربي، وفي نفس الوقت تقريبًا، أنفقت الولايات المتحد حوالي 50 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي على قواتها العسكرية.

"عملية خاصة"

وأرجعت المجلة الإنفاق الروسي "القليل" على العمليات العسكرية إلى ثلاثة أسباب، الأول سياسي، حيث يرغب الكثيرون داخل الحكومة الروسية في الاستمرار في تصوير العمليات العسكرية في أوكرانيا على أنها مجرد "عملية خاصة"، ولذا لن يكون من المنطقي أن تكلف مثل هذه العملية نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي.

تجنب أخطاء الماضي أو التسبب في ضرر للاقتصاد

وتابعت المجلة أن السبب الثاني اقتصادي، حيث تبذل الحكومة الروسية جهدًا لزيادة المجهود الحربي دون أن تكلف مواطنيها، فطباعة النقود من شأنها أن تحفز التضخم، وتؤدي إلى انحدار مستويات المعيشة، كما أن تحميل البنوك ديونًا من الدين العام سيكون له تأثير مماثل، في حين أن زيادة الضرائب أو التحول الكبير في الإنفاق العام نحو الدفاع من شأنه أن يؤثر أيضًا على الدخل الشخصي للمواطن الروسي، فالحكومة الروسية تريد تجنب أي احتجاجات، ولذلك فهي حريصة على عدم تكرار أخطاء الماضي أو أي إجراء يضر الاقتصاد.

القوات المسلحة أصبحت أكثر كفاءة وأقل تكلفة

وأنهت المجلة البريطانية تحليلها بأن السبب الأخير يتعلق باقتصاديات الدفاع، حيث إن القوات المسلحة اليوم أكثر كفاءة بكثير من القوات المسلحة في الماضي، فهي تحتاج إلى عدد أقل من الأشخاص، كما أن الأدوات أصبحت أكثر دقة من أي وقت مضى، ولذا فإن الدول تستطيع تكوين جيش قوي بتكلفة أقل بكثير مما كان يحدث عام 1945.