استلهمت القصة من الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد.. والتجربة حملت تحديًا كبيرًا
بين الإيمان بالقضية والمغامرة والطموح والبحث عن عالم مختلف، قدمت المخرجة المغربية الشابة زينب واكريم نفسها في المحافل الدولية بفيلمها "أيور" أو "القمر"، الذي جاء باللغة الأمازيغية لتلفت الأنظار إلى تجربتها التي حملت قدرًا كبيرًا من الواقعية، إذ تناولت من خلاله مرض أطفال القمر بالغ الخطورة عندما يصيب الصغار، لتحصد خلال مشاركتها في الدورة المنقضية لمهرجان كان الجائزة الثالثة في مسابقة مدارس السينما.
حرصت زينب التي تمثل أحد الوجوه الشابة في السينما المغربية أن تحقق عدة أهداف، من خلال هذه المشاركة المُثمرة، كان أبرزها تواجدها في محفل دولي مهم وسط كبار صناع السينما حول العالم، والاستفادة من خبراتهم، وتأكيد تطوير السينما الأمازيغية والمغربية أيضًا، إضافة إلى مشاركة العنصر النسائي، إذ أكدت لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن التواجد النسائي القوي وما قُدّم من تأثير واضح وملموس جعلها تشعر بالفخر.
هدايا الحياة
"لم أخترها بل أعتقد أنها هي من اختارتني" بهذه العبارة لخّصت زينب واكريم طريقة استقرارها على قصة العمل، الذي تدور أحداثه حول مرض أطفال القمر عندما يصيب الصغار، قائلة: "الحياة دائمًا ما تعطيني هدايا، منها هذه القصة، وأؤمن أن الهدايا تأتي من تفاصيل صغيرة في الحياة قد لا ننتبه إليها".
الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد وفيلمها "المنزل أسود" أو "The House Is Black"، الذي تناول مرض الجذام خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، كان مصدر إلهام للمخرجة المغربية إذ استوحت من خلاله قصة فيلمها، لكن تنفيذ العمل لم يكن مهمة سهلة، وهو ما وضعها في تحدٍ كبير، قائلة: "واجهت العديد من الصعوبات في إخراج العمل، كان منها عامل الوقت، خاصة أن الأطفال كانوا لا يخرجون سوى في المساء، وهو ما جعل التجربة بشكل عام أشبه بتحدٍ كبير واجهته وفريق العمل".
باب مفتوح
جاءت مشاركة الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي لتكلل جهود المخرجة المغربية زينب واكريم وفريق عمل فيلمها "أيور" أو "القمر"، وهو ما وصفته بالحلم الكبير الذي تحقق على أعتاب المدينة الفرنسية، ليرى العالم جهدها الذي تحول إلى واقع ملموس، إذ تقول: "لا أستطيع أن أصف مشاركتي وحضوري بمهرجان كان السينمائي، لقد كان بمثابة حلم أو بالأحرى باب كبير بات مفتوحًا أمام عيني، وأعتبر أن ما حدث معي بمثابة رسالة من الله الذي كان يسمعني ومعي دائمًا".
ما حققته "زينب" في مهرجان كان زادها إصرارًا ورغبة في مواصلة النجاح ورفع سقف الطموح واستمرار الحلم، إذ تؤكد أن مشاركة فيلمها في مهرجان كان بمثابة مشروع تمرين مدرسي صغير للغاية وطوّرته، قائلة: "رغم سعادتي الكبيرة لتواجدي بين صُنّاع السينما العالميين وأسماء بارزة، فإنني أعتبر نفسي شخص مبتدئ وأن هذه هي خطواتي الأولى، كما أن مثل هذه المشاركات تمنحني وجيلي ثقة كبيرة في أن القادم أفضل، وأن المستقبل يحمل لنا الكثير".
السينما الأمازيغية
تشير المخرجة المغربية التي تخرجت من معهد السينما في مراكش، إلى انتمائها للسينما الأمازيغية، ورغم أن لغتها الأمازيغية بحاجة إلى تطوير، لكنها لم تتردد في أن يحمل فيلمها "أطفال القمر" هذه اللغة، كما جاء اسم الفيلم على الملصق الدعائي باللغة الأمازيغية بجانب العربية والإنجليزية، إذ تقول: "سأحرص خلال أعمالي المقبلة على تطوير هذا النوع من السينما، كما وضعت اللغات الثلاث على المُلصق الدعائي للعمل، رغبة مني في إيصال كلمتي بشتى الطرق، وحتى يكون المعنى كاملًا جاءت الصورة على المُلصق مأخوذة من مشهد مهم في الفيلم".
وتضيف: "رغم أن السينما المغربية تتطور ببطء، فأنني أتمنى أن تكون صناعة السينما ومبدعينا متواجدين في كل المحافل والأحداث السينمائية الكبرى، لا سيما أن لدينا مبدعين شباب وطاقات ينبغي الالتفات لها".
أما عن وجود العنصر النسائي السينمائي في مهرجان "كان"، فقالت: "أفخر برؤية نساء قويات ومناضلات لهن تأثير واضح وقوي وملموس في المحافل الدولية، ويتملكني شعور بالفخر عندما أجد حضور نسائي قوي بالمهرجانات والأحداث السينمائية الكبرى".