بصمتي الخاصة وراء اختياري.. ومتحمسة للعودة للمهرجان بمشروعي
أجهز أول فيلم قصير من تأليفي وإخراجي عن قصة واقعية.. ونادين لبكي قدوتي
وسط انشغال العالم بمتابعة أحداث الدورة 76 المنقضية من مهرجان كان السينمائي والاهتمام بأخبار نجوم العالم والأفلام المشاركة من كل العالم، لفت الأنظار إعلان المهرجان عن منحه فتاة مصرية جائزة تشجيعية لتكون أول عربية وإفريقية تحصل على هذه الجائزة، وواحدة من خمس سيدات فقط حصلن عليها على مستوى العالم.
"مسؤولية كبيرة شعرت بها تجاه نفسي بعد حصولي على الجائزة"، بهذه الكلمات أعربت المخرجة والمصورة السينمائية المصرية هيا خيرت عن فخرها وسعادتها بحصولها على الجائزة التشجيعية من مهرجان "كان" السينمائي، وتقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "فور أن علمت أنني أول فتاة عربية وإفريقية تحصل على هذه الجائزة غمرتني السعادة، لا سيما أنه 5 سيدات فقط حصلن عليها على مستوى العالم، وهو ما جعلني أشعر بمسؤولية كبيرة لأن الجائزة وضعتني في مكانة مختلفة على المستوى المهني، ودخلت تحديًا مع ذاتي لأكون على قدر هذه المسؤولية".
أسلوب خاص وعدسة تصوير
تشير "هيا" إلى أنها لم تتقدم للترشح للجائزة، لكنها تلقت بريدًا إلكترونيًا من المهرجان يخبرها بحصولها على الجائزة، عن مجمل أعمالها، مؤكدة أنها لم تتوقع الحصول على هذه الجائزة على وجه التحديد، لكن دائمًا لديها يقين بأنها ستوجد في هذا الحدث السينمائي العالمي.
أسلوب خاص اتخذته المخرجة والمصورة المصرية في عملها كان دافعًا لإدارة المهرجان لاختيارها للجائزة، وتقول: "أملك طريقة تصوير خاصة تظهر في كل أعمالي، وهذا ما لمسته إدارة المهرجان، إذ أوضحوا لي الأسباب الخاصة باختياري التي كان منها أن لدي بصمة تميزني عن غيري من العاملين في المجال نفسه، وأنني سأكون إضافة للسينما لما أحمله من وجهة نظر مختلفة في أعمالي التي أقدمها".
وعن تفاصيل الجائزة تقول: "منحني المهرجان عدسة تصوير لاستخدمها في مشروعي المقبل ولمدة عامين، وهو ما يزيل من على عاتقي عبئًا كبيرًا من الإنتاج لأن تأجير كاميرات تصوير يكلف آلاف الجنيهات يوميًا".
حلم العودة
حلم الوصول لـ"كان" رغم تحققه، للمخرجة الشابة - صاحبة الـ28 ربيعًا - لا يزال يراودها للمرة الثانية بفيلمها السينمائي الذي لم ينته، وتقول: "يبدو أن الجائزة ستغير من مجرى حياتي، فهذه الجائزة ستدفعني لأن يكون لدي منظور آخر في الأعمال والمشروعات التي سأقبل العمل فيها، وبالتأكيد ستكون مختلفة تمامًا وأركز فيها على تقديم أفضل مما قدمته من قبل".
تضيف: "لدي أيضًا حلم جديد أود تحقيقه وهو الوصول لمهرجان "كان" السينمائي بفيلم من إخراجي، ولن أقبل بأقل من ذلك، والحمد لله وصلت لمنطقة جيدة فلا أريد أن أقل عنها بل أفضل منها بكثير".
مخرجون كبار
تتلمذت وتعلمت "هيا" على يد مخرجين مصريين كبار مثل محمد ياسين ومحمد شاكر ومحمد علي خلال عملها معهم في عدد من الأعمال، لتقول عن ذلك: "عملت مع أسماء كبيرة في المهنة، وتعلمت منهم الكثير ولا يوجد مشروع لم أتعلم منهم لأنني كنت أختار المشروعات التي تضيف لي".
"هيا خيرت" التي تعشق التصوير دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للسينما قسم التصوير، فشغفها بهذه المهنة شجعها على العمل منذ العام الأول لها في المعهد، لتقول عن ذلك: "بدأت تدريب في السنة الأولى لي في التصوير ثم عملت مساعدة مصور في العام الثاني من المعهد وظللت أعمل في هذا المجال حتى بعد التخرج، كما عملت كمديرة تصوير وفوتوغرافيا".
جاءت نقطة التحول في مشوار "هيا" منذ 4 سنوات ونصف السنة، لتقوم بإخراج عدد من الإعلانات ومديرة تصوير في أفلام قصيرة، وتقول: "بدأت مشواري المهني منذ 9 سنوات ونصف السنة رغم أن عمري لم يتجاوز الـ28 عامًا ونصف العام، إذ كنت أعمل منذ العام الأول بالمرحلة الجامعية".
نادين لبكي
ترى "هيا" أن المخرجة اللبنانية نادين لبكي هي مثلها الأول، والنموذج النسائي الذي أثّر فيها، وتقول: "نادين لبكي أكثر شخصية تأثرت بها لأنها مخرجة عربية وتكتب وتمثل وتقوم بعمل الكثير من الأشياء، ونحن لا نعتاد على هذا النموذج النسائي التي تقوم بالتأليف والإخراج والتمثيل، ولا أرى غيرها تقوم بذلك وهي فخورة بهذا الأمر، كما أنها قدوة لي كسيدة لأنها لم تفقد أنوثتها، وهو أمر صعب الحدوث؛ لأن أول خمس سنوات من عملي نسيت أنني فتاة لأن مهنة التصوير ذكورية جدًا، فاللبس والكلام وطريقة الضحك تتغير، كما أن هناك مخرجًا كنديًا وهو Xavier Dolan إكسافيير دولان، قدوة لي لأن أول فيلم له كان في عمر الـ19 عامًا وترشح لـ"كان" وفاز بـ19 جائزة، وعمر هذا المخرج الآن 30 عامًا، وكل فيلم يقدمه يحصل على جوائز وهو فنان شامل يكتب ويخرج ويمثل ويعزف موسيقى".
فيلم قصير
حرصت "هيا" على تحقيق حلمها سريعًا، لذا بدأت العمل سريعًا على مشروع فيلم قصير من تأليفها وإخراجها، تقول عنه: "أكتب حاليًا فيلمي القصير ليكون أول تجربة كتابة لي، وسأقوم بإخراجه، وهو عبارة دراما عائلية حول علاقة الأب وابنته ومحادثة بينهما تأجلت لمدة 15 عامًا، وما شجعني على المشروع هو أنني وجدت أننا لم نتحدث عن ذلك في السينما ولم نتطرق لعلاقة الأب بابنته باعتباره الرجل الأساسي في حياة البنت، وغيابه يؤدي لمشكلات كثيرة لها، وهو قصة واقعية ومن خلال حديثي مع فتيات كثيرات، بعد ما وجدت المشاعر التي سأطرحها بالعمل حدثت لفتيات غيري، وسأركز على أفلام قصيرة لأعود للمشاركة في مهرجان "كان" مرة أخرى، كما أشارك أيضًا بفيلمين قصيرين أتولى فيهما مهمة مديرة تصوير".