تشهد مصر اهتمامًا أمميًا من مختلف الوكالات والبرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، على خلفية استقبال مصر لآلاف الفارين من الصراع في السودان، ليصل أعداد الذين وصلوا إلى مصر منذ بداية الأزمة 160 ألف شخص، وفق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، من بينهم 153 ألف سوداني.
مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين يزور مصر لمدة ثلاثة أيام، لتسليط الضوء على احتياجات النازحين قسرًا إلى مصر بسبب الصراع في السودان، ولحشد الدعم لمصر التي استقبلت أكبر عدد من الوافدين من السودان حتى الآن.
يذكر أنه أدى القتال الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، وأجبر مئات آلاف الأشخاص على الفرار سواء داخل السودان أو عبر الحدود بحثًا عن الأمان.
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التقي اليوم محافظ أسوان بجنوب مصر الذي استعرض الجهود المكثفة التي تقوم بها كل أجهزة الدولة المصرية تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للوافدين القادمين من دولة السودان، في ظل تداعيات الأزمة الحالية عبر المعابر البرية في أرقين وقسطل، ومستشفى أبو سمبل الدولي، بجانب الموقف الدولي بكركر.
وقال محافظ اسوان خلال اللقاء أنه يوميًا يتم توفير كل الخدمات المعيشية للوافدين من السودان بالموقف البرى الدولي بكركر، كما تم التدخلات العلاجية لأكثر من 1500 حالة ما بين عمليات جراحية وغسيل كلوى وحالات مزمنة، بجانب 4 آلاف مقعد داخل 6 قطارات يوميًا.
وأوضح محافظ أسوان أنه تم تركيب 45 عمود إنارة اعتمادًا على توليدها من الديزل بالطريق المؤدى لمدخل مرسى ميناء حجر الشمس بقسطل، بالإضافة إلى مرسى ميناء عبارات الوحدة المحلية لمدينة أبو سمبل السياحية بتكلفة 3.7 مليون جنيه لتحقيق السيولة المرورية المطلوبة، كما تم دعم منفذ قسطل بعدد 2 كرفان منحة من منظمة اليونيسف لاستغلالها كدورات للمياه، وتم تجهيزها بخطوط المياه والصرف.
مارك روبين نائب المدير الإقليمي لـ"يونيسف" في الشرق الأوسط، أشاد بدور الحكومة المصرية لاستجابتها منذ اليوم الأول للوضع المتفاقم في السودان، وتعاونها مع يونيسف بدعم الأسر السودانية النازحة وتوفير المساعدات الإنسانية لهم.
جاء ذلك في بيان للمنظمة على خلفيه زيارته محافظة أسوان، تفقد خلالها المساعدات الإنسانية التي تقدمها "يونيسف" بالتعاون مع الحكومة المصرية والشركاء للأسر النازحة من السودان.
وأضاف نائب المدير الإقليمي ليونيسف في الشرق الأوسط: "ما زلنا نحتاج إلى المزيد من الدعم المادي لاستكمال هذه الاستجابة، كما نأمل في وقف إطلاق النار في السودان، لأن استمرار النزاع سيتسبب في نزوح أعداد أكبر من الأسر والأطفال".
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته أمام قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي، أن التداعيات الإنسانية للأزمة السودانية، تتجاوز حدود الدولة وتؤثر على دول الجوار، التي يتعين التنسيق معها عن قرب.
وأوضح أن مصر التزمت بمسؤولياتها في هذا الشأن، عبر استقبال أكثر من 150 ألف مواطن سوداني، بجانب استضافة نحو 5 ملايين مواطن سوداني، تتم معاملتهم كمواطنين.
ودعا الرئيس السيسي الوكالات الإغاثية والدول المانحة، لتوفير الدعم اللازم لدول الجوار، حتى يتسنى لها الاستمرار في الاضطلاع بهذا الدور.
ولفت الرئيس المصري إلى أن استقرار السودان الشقيق، والحفاظ على وحدة أراضيه، وتماسك مؤسساته، سيكون له نتائج إيجابية ليس فقط على الشعب السوداني، ولكن على الأطراف الإقليمية كافة.