بعد أكثر من عام على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي حققت فيها موسكو تقدمًا واضحًا رغم تكتل الأطلسي عمومًا خلف كييف، اضُطر حلف الناتو إلى مراجعة أوراقه وبدأ الحديث بما يسمى بمناورات عاصفة الربيع بأهداف استراتيجية جديدة.
المناورات تضم 14 ألف عسكري من 11 دول أطلسية
مناورات عاصفة الربيع هي تدريبات عسكرية سنوية يجريها الناتو، ينفذها هذا العام في إستونيا وتضم 11 دولة من الدول الأعضاء ويشارك فيها للمرة الأولى أعداد كبيرة تصل إلى 14 ألف عسكري.
وتشارك بريطانيا في المناورات هذا العام بنحو 1500 جندي ويتدرب خلالها سلاح الجو الملكي البريطاني، على اعتراض مقاتلات العدو المفترض جوًا في الخطوط الأمامية.
وتتضمن المناورات هذا العام التدريب على شن هجوم محمول جوًا لقوات أمريكية وعملية إنزال ليلية من عناصر مشاة البحرية البريطانية وإنزال من وحدات الكوماندوز من المظليين الفرنسيين.
عاصفة الربيع 2023 تتضمن التدريب على انتشار قوات الناتو عبر تضاريس إستونيا المتنوعة واختبار الوحدات العسكرية على سيناريوهات معركة واقعية وهجمات الخنادق والتكتيكات للمشاة الخفيفة ومناورات المركبات المدرعة ومهمات الاستطلاع.
الدفاع عن كل جزء في أوروبا
القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولى، لخص أهداف مناورات عاصفة الربيع هذا العام، بأنها تهدف إلى تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق للدفاع عن كل جزء من الأراضي الأوروبية والتدريب على نشر القوات في أقل وقت ممكن لتفعيل جاهزيتها ضد أي هجوم.
الناتو ينشر 8 مجموعات تكتيكية
حلف الناتو قد رد على الهجوم الروسي على أوكرانيا في 2022 بنشر 4 مجموعات تكتيكية في استوفاكيا وبلغاريا ورومانيا والمجر، كما سبق بنشر 4 مجموعات في بولندا ودول البلطيق الثلاثة خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2014.
يهدف الحلف حاليا إلى زيادة انتشار المجموعات القتالية الأمامية والمنتشرة في دول البلطيق وبولندا، لتصبح بحجم لواء ما يعني حشد الآلاف من الجنود الإضافيين وهو ما تتدرب عليه القوات في مناورات عاصفة الربيع.
هي خطط جديدة للناتو تحتاج أموالًا طائلة وزيادة الإنفاق العسكري بنحو 2% وهو ما حققته 7 دول فقط من الدول الأعضاء بينما تحاول دول أخرى تحويل الخطط من أوراق قرارات الناتو إلى حقائق على أرض الواقع.