في الوقت الذي كان يسعى فيه مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، لكسب مزيد من الأصوات القومية، جاء إعلان سنان أوغان، دعمه للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ليقلل من فرص نجاحه ويكسب الأخير أفضلية ليست بالضئيلة في الجولة الثانية من الانتخابات المُقررة 28 مايو الجاري، بينما تتجه الأنظار إلى مرشح حزب النصر الأثقل وزنًا في تحالف الأجداد.
حسابات الربح والخسارة
اعتبر الكاتب الصحفي المُتخصص بالشأن التركي، سركيس قصرجيان، أن دعم سنان أوغان للمرشح رجب طيب أردوغان، يأتي في سياق حسابات الربح والخسارة، قائلًا في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية" إن "أوغان يرى أن المرشح الرئاسي والرئيس الحالي أردوغان هو الأوفر حظًا في الجولة الثانية، وبالتالي هو يحاول كسب شيء ما أو اتفاق ما من هذا الدعم".
واستبعد الكاتب الصحفي تفسير دعم سنان لأردوغان، أنهما باتا يتشاركان أرضية أيديولوجية، أو توفر بينهما قرب في السياسات، رغم ذلك أشار إلى أن أوغان سيبرر هذا الدعم، من خلال التوجه وتأييده لرؤية أردوغان مُقابل رؤية كليجدار أوغلو.
أضاف قصرجيان أن سنان أوغان يُمثل بالأساس تيارًا ثالثًا في الانتخابات التركية لا يتوافق مع أردوغان أو كليجدار أوغلو، "وهو بالأساس مُنشق، لأول مرة، ومستبعد في المرة الثانية في حزب الحركة القومية، وهم حلفاء أردوغان في تحالف الشعب".
وأرجع سنان أوغان دعمه لأردوغان، في مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، إلى أن المعارضة التركية لم تقدم له أسبابًا مُقنعة لكي يدعم مرشحها في الجولة الثانية من الانتخابات.
وعلّق مرشح المعارضة التركية، كليجدار، على إعلان سنان، في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر"، كتب: "بات واضحًا من يقف بجانب هذا البلد الجميل، ومن يقف بجانب بيعه، نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين، هذا استفتاء حقيقي.. ولا أحد يستطيع أن يخدع أحدًا بعد الآن".
الأفضلية لأردوغان
ورجح الكاتب الصحفي المُتخصص بالشأن التركي أن دعم سنان من شأنه أن يُعطي أفضلية للرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، لكنه ليس بالضرورة يمنحه كل الأصوات، مُوضحًا: "هذا الدعم لا يُمكن حسابه رياضيًا، بالطبع سيذهب جزء أكبر من هذه الأصوات التي سجلت نسبة5.3 لأردوغان، ولكن سيكون هناك جزء آخر سيذهب إلى صندوق كليجدار أوغلو".
وتفوق الرئيس التركي في الجولة الأولى من الانتخابات على منافسه المعارض كليجدار أوغلو بـ49.24% من الأصوات مُقابل 45.07، مع الأخذ بالاعتبار الأصوات التي أدلى بها الناخبون بالخارج.
دعم شخصي
أشار قصرجيان إلى أن التحليلات بشكل عام كانت تتجه نحو تأثير دعم أوغان لأردوغان في تعزيز أصواته، لكن ينظر إلى هذا الدعم بصفة شخصية، مُوضحًا أنه لا يعتبر دعمًا من قبل "تحالف الأجداد" المؤلف من 5 أحزاب للرئيس أردوغان، وهو ما يجعل "تأثيره سيكون أقل من المتوقع".
ترقب لإعلان حزب النصر
أضاف أن الأنظار ستكون غدًا مركزة على إعلان رئيس حزب النصر للمرشح الذي سيدعمه، لكون الحزب هو الأكبر والأثقل وزنًا في التحالف.
وعلق رئيس "حزب النصر" القومي التركي، أوميت أوزداغ، على قرار سنان أوغان دعم الرئيس أردوغان، قائلًا إن قراره "يمثله وحده ولا يمثل حزب النصر"، وأنه غير مُلزم به، ومن المُقرر أن يعلن الحزب موقفه الرسمي غدًا الثلاثاء 23 مايو.