تعد زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، إلى مصر ولقاءه المهم مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دليلًا على الروابط القوية والتاريخ المشترك العميق الذى يجمع بين السلطنة ومصر، إذ تأتى الزيارة فى إطار تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى مختلف المجالات، بما فى ذلك الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية.
الكاتب الصحفى العُمانى عاصم الشيدى، رئيس تحرير صحيفة "عمان" وأحد أعضاء الوفد الصحفى والإعلامى المرافق للسلطان هيثم بن طارق خلال زيارته لمصر أفصح لموقع "القاهرة الإخبارية" عن أهمية الزيارة ومخرجاتها.
لماذا برأيك وصف السفير عبد الله الرحبي زيارة السلطان هيثم بن طارق للقاهرة بـ"التاريخية"؟
أعتقد من وجهة نظري أن الزيارة تاريخية لعدة أسباب، منها أنها امتداد لعلاقات قديمة قِدم التاريخ بين عُمان ومصر، كما يقول أهل التاريخ إلى أكثر من 3500 عام، وطوال هذه المدة من الزمن ظلت العلاقات متينة ومتواصلة لم تشبها شائبة أبدًا.
وتاريخية لأنها الأولى للسلطان هيثم لمصر، وفي الحقيقة هي الأولى لجلالته لدولة عربية خارج منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، كما أنها تأتي في لحظة عربية وعالمية صعبة تحتاج لمزيد من التقارب العربي العربي، ولمزيد من الحكمة والخبرة والنضج السياسي حتى نستطيع في العالم العربي تجاوز هذا التحول التاريخي الذي يشهده العالم ببلورة نظام عالمي جديد، ويتجاوز تحديات وعثرات نظام عالمي يتهاوى بشكل واضح. كل هذه الأمور تجعل من الزيارة تاريخية وتاريخيتها لا تأتي بحكم الزمن الذي هي فيه ولكن بحكم المكان الذي تُعقد فيه أيضًا.
هل تضفي الأحداث الحالية والتطورات في المنطقة العربية أهمية إضافية على الزيارة؟
نعم.. من وجهة نظري أن هذا المسار هو أحد أهم مسارات الزيارة، المنطقة تتغير بشكل كبير، فتظهر تكتلات سياسية واقتصادية وتتراجع تكتلات أخرى؛ لذلك علينا جميعًا أن نركز على هذا المسار من مسارات الزيارة.
برأيك.. ما أهم التطورات التي شهدتها العلاقات بين سلطنة عمان ومصر في السنوات الأخيرة؟.. وبخاصة في عهد السلطان هيثم بن طارق؟
العلاقات بين البلدين علاقات تاريخية وتراكمية، ولكل مرحلة مميزات جديدة، وأعتقد أن أهم مميزات هذه المرحلة فتح مجالات الاستثمار التجاري بين البلدين.
ارتفع التبادل التجاري بين البلدين إلى 850.5 مليون ريال عماني.. هل يعد هذا كافيا؟
لا اعتقد أن ذلك كافيا.. نحتاج إلى المزيد من التعاون والتبادل التجاري وفتح مجالات استثمارية جديدة تصنع تحولات كبرى في البلدين الشقيقين.