بدأ الصراع على الرئاسة الأمريكية المقرر لها العام المقبل (2024) مبكرًا، وظهر العديد من المرشحين، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي يأتي على رأس قائمة منافسيه سلفه (الجمهوري) دونالد ترامب، الذي طالما أثار الجدل، وهاجم بايدن بشأن الكثير من المواقف، ومن أبرز نقاط الخلاف بينهما العلاقة مع موسكو، ورؤيتهما حول الحرب الروسية الأوكرانية، ليتساءل البعض عن إمكانية إنهائها حال عودة ترامب للبيت الأبيض.
في فبراير الماضي، خرج ترامب ليتحدث بكل ثقة قائلًا: "لو كنت رئيسًا للولايات المتحدة ما كان بوتين ليذهب إلى أوكرانيا"، وهي ليست المرة الأولى التي يلمح فيها إلى أن رئاسة بايدن، هي من أدت في النهاية إلى الحرب بأوكرانيا، وفي تصريح سابق قال إنه "سينهي حرب أوكرانيا في 24 ساعة إذا أعيد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية".
التصريح المثير للجدل، فيما يبدو لم يلق قبولا لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليعلق عليه قائلًا، "إنه عندما كان ترامب رئيسًا للولايات المتحدة لم يكن هناك "غزو شامل"، ولكن كان هناك عدوان روسي، وتم احتلال القرم وأجزاء من دونباس، وألمح إلى اتهام ترامب قائلًا: "لست متأكدًا ما إذا كان متورطًا بعمق في هذا الأمر".
تعاطف مع بوتين
وبحسب تقرير لـ"بي بي سي"، أظهر ترامب ميلًا للتعاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مسيرته السياسية، وضرب المثل بما حدث خلال القمة الروسية الأمريكية عام 2018، في فنلندا، عندما تجاهل ترامب رأي أجهزة المخابرات الأمريكية واختار تصديق نفي بوتين تدخل بلاده في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016.
وتحدث التقرير أنه حال عودة ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض، فمن المرجح أن يصبح هذا الموقف الأكثر إيجابية تجاه روسيا، وأنه سيكون بمثابة قوة دافعة في السياسة الأمريكية.
وتحدث ترامب لـ "سي إن إن"، في وقت سابق، عن إنهاء الحرب في 24 ساعة، لكنه لم يذكر الآلية، كما أنه رفض الكشف عما إذا كان يريد أن تنتصر أوكرانيا، إلا إنه اشتكى بشأن تكلفة المساعدات، قائلًا: "ليست لدينا ذخيرة لأنفسنا ونتبرع بالكثير منها".
توقف الدعم العسكري
وقال التقرير إنه حال انتخاب ترامب، فهناك احتمال أن يتوقف الدعم الحربي الأمريكي لأوكرانيا تمامًا، وأن الدعم الكامل الذي اعتمدته إدارة بايدن، سوف يتضاءل بشكل كبير على الأرجح.
وتسود المخاوف في المملكة المتحدة، من وصول ترامب إلى السلطة في أمريكا، وقال الرئيس السابق للمخابرات البريطانية، السير ألكس يونجر، إنه إذا وصل ترامب للسلطة وقطع إمدادات الأسلحة، ستنتهي الحرب بشروط روسيا، وهو الكابوس الأسوأ الذي قد يواجه الغرب.
وتابع: "بوتين لم يكن لديه خطة (ب) عندما بدأ حملته العسكرية، لكنها قد تكون الآن، وهي انتظار انتهاء الدعم، خاصة في ظل تراجع الدعم الشعبي في أمريكا لمساعدة أوكرانيا مقارنة ببداية الحرب".
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "بيو للأبحاث"، زيادة عدد الأمريكيين الذين يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تركز على مشاكلها الداخلة بشكل أكبر، بحسب جيفري تريستمان، أستاذ الأمن القومي بجامعة نيو هيفن في ولاية كونيتيكت.
ويرى تريستمان، إنه من غير الواضح ما إذا كان وقف المساعدات الأمريكية قد ينهي الحرب بين ليلة وضحاها، وأنها قد تستمر لسنوات، مضيفًا أن الأوكرانيين أبدوا تصميمًا لا يصدق في محاربة الروس بأقل قدر من الدعم في البداية، وبالتالي حتى إذا توقف دعم الولايات المتحدة فهم قادرون على الاستمرار في القتال بالمستقبل المنظور.
وبالتالي فإن المعطيات تقول إن وصول ترامب إلى السلطة، يعني تغييرًا كبيرًا، وتغيرًا في دفة الأزمة، إن لم يكن إنهاؤها.