واجه المسافرون والسائحون في باريس متاعب كبيرة، اليوم الخميس، إثر بدء العاملين في المترو إضرابًا وإغلاق ثلث الخطوط كاملةً، فيما تعمل معظم الخطوط الأخرى في ساعات الذروة فقط، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
وقالت إحدى موظفات الاستقبال كلود ميامو، إن "الأمر صعب للغاية، ولا توجد مواصلات". وإنها انتظرت طويلًا قطارًا تسافر به إلى باريس لتجد خط المترو مغلقًا.
وتابعت ميامو: "سأستقل سيارة أوبر.. إنها تكلفة إضافية لكن ليس لدي خيار، يجب أن أذهب إلى العمل".
دعت الكونفدرالية العامة للشغل العمال في جميع أنحاء البلاد إلى الإضراب للضغط من أجل زيادة الأجور في وقت ارتفع فيه التضخم لمستوى قياسي، واحتجاجًا على إصلاحات مقررة في معاشات التقاعد.
لكن تأثير الإضراب بعيدًا عن الملايين التي تستقل مترو باريس كل يوم، قد يكون محدودًا للغاية. ولم تنضم نقابات أخرى بعد أن فشلت دعوات مماثلة خلال الأسابيع الماضية في جذب كثير من الزخم، بحسب "رويترز".
وستشهد حركة القطارات عامةً اضطرابات طفيفة، وقد يضرب المعلمون في بعض المدارس.
لكن مورييل جيلبير، التي تشارك في رئاسة نقابة سوليدير (التضامن)، قالت في حديثها لرويترز، إن النقابة لم تستجب لدعوة تنظيم إضراب على مستوى البلاد، لأنها "لم تشعر بأن هناك احتمالًا لتعبئة ضخمة بشأن الأجور وفضلت التركيز على قطاعات محددة".
وانتهى إضراب دعت إليه الكونفدرالية العامة للشغل في شركة توتال إنرجيز، واستمر أسابيع بالتوصل إلى اتفاق بشأن الأجور، بعدما تسبب في نقص كبير بالوقود في المحطات.
ويأتي إضراب اليوم في ظل مناخ سياسي متوتر، إذ استخدمت الحكومة الفرنسية، التي لا تتمتع بأغلبية في البرلمان، بشكل متكرر سلطات دستورية خاصة لتمرير مشروع قانون موازنة 2023 في البرلمان دون تصويت.
وتركز النقابات على قدرة الرئيس إيمانويل ماكرون على تمرير إصلاح لمعاشات التقاعد، ما تعارضه معظم النقابات، ويؤدي إلى احتجاجات جماهيرية.
وقال جوردان جان بيير (28 عامًا) بينما كان ينتظر القطار: "نحن نتفهم أسباب هذه الأفعال، ونحن نؤيدهم. لكنهم اختاروا الهدف الخطأ... ونحن نواجه المشكلات نفسها التي يواجهونها".