مع انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية بفشل الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، في تأمين ما يكفي من الأصوات للفوز على منافسه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، تتجه أنظار العالم صوب الجولة الثانية من الانتخابات المرتقبة، التي ستوضح المسار الذي ستسلكه البلاد خلال السنوات المقبلة، خاصة أن المرشحين المتنافسين لديهما سياسات متباينة.
سيطرة واسعة
وسلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على أهمية الانتخابات الرئاسية في تركيا، إذ يعتقد مراقبون ومحللون إسرائيليون في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "أردوغان"، خسر في الانتخابات، ولم ينل ثقة الجمهور التركي بعد عقدين من الزمن، لكن في ظل سيطرته الواسعة على السلطة وعلى وسائل الإعلام، ربما يحسم السباق الرئاسي في الجولة الثانية.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية مقالًا تحت عنوان "الإسلام السياسي في مقابل الديموقراطية"، في إشارة إلى الاختبار الصعب الذي يقف أمامه الشعب التركي، مشيرة إلى الانتخابات التي جرت أمس الأحد في تركيا، لن تكون قادرة على محو 20 عامًا من طبيعة النظام السياسي الذي استمر في تلك الفترة، لكنها ستكون قادرة على تصحيح مسار البلاد، وربما تنقذ جمهورية "أتاتورك" العلمانية.
بشرى غير سارة
كانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق من أمس الأحد، أن فوز كمال كليتشدار أوغلو، المنافس الأقوى لأردوغان في الانتخابات التي جرت في جميع أنحاء تركيا، وانتهت بتقدم الرئيس الحالي، بشرى غير سارة لإسرائيل، معتبرة أن موقفه "العدائي" تجاه إسرائيل يشكل تهديدًا للعلاقات الإسرائيلية-التركية، التي بدأت بالكاد تتعافى بعد سنوات طويلة من التوتر.
وشهدت العلاقات الإسرائيلية- التركية في الأشهر الأخيرة تطورات مهمة، بعد سنوات من الجفاء الواضح، الذي بدأ مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أواخر عام 2008، وعززه هجوم قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية على سفينة "مافي مرمرة" التي انطقت من تركيا إلى قطاع غزة، حاملة على متنها 750 ناشطًا حقوقيًا وسياسيًا من 37 دولة، أبرزها تركيا، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي عنه، وفق ما أعلن منظموها، وأسفر ذاك الهجوم على مقتل 10 مواطنين أتراك، وإصابة 56 ممن كانوا على متن السفينة.
في 9 مارس 2022، أجرى إسحاق هرتسوج، رئيس إسرائيل، زيارة رسمية للعاصمة التركية أنقرة، وهي الزيارة الأولى لرئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ 15 عامًا، وجرى له استقبال رسمي كبير من الرئيس التركي في القصر الرئاسي بأنقرة، وتمت بينهما محادثات ثنائية، ومن بعدها، أعلن الجانبان الإسرائيلي والتركي، استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، وعودة تعيين السفراء بشكل متبادل.