قال مبعوث الكرملين إلى أراضي شبه جزيرة القرم، إن المملكة المتحدة تخاطر بالتدمير بسبب قرارها إمداد أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى، لمساعدتها في قتالها ضد روسيا.
وأوضح جورجي مرادوف، الممثل الروسي الدائم لشبه جزيرة القرم، لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، في مقابلة نُشرت يوم الجمعة، إن المملكة المتحدة قد تتحول "إلى منطقة مدمرة" بعد تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.
وأصبحت بريطانيا يوم الخميس، أول دولة تزود أوكرانيا بصواريخ كروز طويلة المدى، إذ كان يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الحلفاء الغربيين الحصول على صواريخ بعيدة المدى لأشهر، لمساعدة بلاده في الدفاع ضد روسيا، فيما حذر الكراملين من أن توفير أسلحة قادرة على ضرب الأراضي الروسية قد يؤدي إلى تصعيد الحرب.
وقال بن والاس، وزير الدفاع البريطاني، إن صواريخ كروز هي "أفضل فرصة لأوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد وحشية روسيا المستمرة".
وأضاف مرادوف: "تخاطر الجزيرة الإنجليزية نفسها بالتحول إلى منطقة مدمرة، بعد تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب والصواريخ بعيدة المدى، التي تستهدف شبه جزيرة القرم الروسية".
ستورم شادو هو صاروخ هجوم جوي طورته المملكة المتحدة وفرنسا، ويبلغ مدى إطلاقه أكثر من 250 كيلومترًا.
وتأتي تصريحات "مرادوف" قبل هجوم مضاد متوقع من أوكرانيا لاستعادة أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014.
في صيف عام 2022، تعهد زيلينسكي باستعادة شبه جزيرة البحر الأسود.
في الشهر الماضي، قال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك لإذاعة "ليبرتي"، التي تمولها الحكومة الأمريكية، إنه واثق من أن قوات كييف ستكون في شبه جزيرة القرم في أقل من خمسة أشهر.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مرادوف قوله إن "المملكة المتحدة في طليعة العدوان المباشر غير المبرر ضد روسيا".
وأضاف: "هذا الصراع لا علاقة له ببريطانيا العظمى، أود أن أصدق أنه لم يفقد كل البريطانيين حتى الآن غريزة الحفاظ على الذات، والتي يبدو أن الأجانب الذين يحكمون البريطانيين يحاولون حرمانهم منها".
وقال فابيان هوفمان، خبير تكنولوجيا الصواريخ وزميل أبحاث الدكتوراه في جامعة أوسلو، في تغريدة على تويتر، إن "صواريخ ستورم شادو توفر لأوكرانيا -من حيث المبدأ- قدرة هجومية بعيدة المدى للغاية ضد أهداف محصنة في العمق التشغيلي والاستراتيجي".
وأشار "هوفمان" إلى أن الصاروخ لديه القدرة على ضرب جسر مضيق كيرتش، وهو الرابط البري الوحيد لروسيا مع شبه جزيرة القرم، وطريق إمداد رئيسي للقوات الروسية وسط الحرب.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال أوليكسي أريستوفيتش، الذي شغل منصب مستشار الرئيس الأوكراني حتى استقالته في يناير، إن هجوم كييف المضاد سيستهدف جسر كيرتش.
وأشار "أريستوفيتش"، في تصريحات لقناة فيجين لايف على موقع يوتيوب، التي يستضيفها المحامي والسياسي المعارض الروسي السابق مارك فيجين، إلى أن أحد أهداف الهجوم المضاد الأوكراني قد يكون عملية في جنوب البلاد تهدف إلى عزل الروس عن الممر البري إلى شبه جزيرة القرم، مما يمهد الطريق لأوكرانيا لاستعادتها.
وأوضح أريستوفيتش: "سنقوم بهدم جسر القرم، كل هذا ممكن في ظل ظروف معينة، ونقوم حاليًا بترتيب الظروف".
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألفى باللوم على أوكرانيا في هجوم على الجسر في أكتوبر 2022، على الرغم من أن كييف نفت تورطها.