الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هنري كيسنجر: جهود الصين ستؤدي إلى محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ومستشار الأمن القومي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يرى هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ومستشار الأمن القومي، أن الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من نقطة تحول، ويتوقع إجراء مفاوضات بحلول نهاية العام، بفضل الجهود الأخيرة التي بذلتها الصين.

بعد عدة جولات من محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا في الأشهر الأولى من الصراع، لم يبد أي من الجانبين الاستعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات، إلا إن بكين تحاول على ما يبدو من جديد إعادة إحياء المحادثات بين كييف وموسكو من خلال وثيقة مكونة من 12 نقطة نُشرت في الذكرى السنوية الأولى للعملية العسكرية الروسية.

إلى جانب الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ستترك الخطة الصينية القوات الروسية في الأراضي التي وضعت يدها عليها في أوكرانيا، وتضع حدًا لأي عقوبات لم يوافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي تتمتع روسيا بحق النقض (فيتو) فيه.

وفي مقابلة مع تيد كوبيل، من شبكة "سي بي إس نيوز"، بدا كيسنجر واثقًا من أن الصين ستساعد في تغيير مسار الحرب المستمرة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي المخضرم: "الآن بعد أن دخلت الصين على خط المفاوضات، أعتقد أنها ستصل إلى ذروتها بحلول نهاية العام، سنتحدث عن عمليات التفاوض وحتى المفاوضات الفعلية".

كيسنجر مستشارًا لـ"بوتين"

أخبر كيسنجر "كوبيل" أيضًا أنه يعتقد أن الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيتحدثان معه إذا اتصل بهما.

وعندما سأله كوبيل عما إذا كان سيلتقي بوتين في موسكو إذا طلب منه ذلك، قال الدبلوماسي المتقاعد: "سأكون ميالًا إلى القيام بذلك، نعم، لكنني سأكون مستشارًا، ولست شخصًا نشطًا".

انتقادات للصين

على الرغم من إصدار وثيقة السلام المكونة من 12 نقطة، واجه الرئيس الصيني انتقادات من المجتمع الدولي لعدم انتقاد العملية العسكرية الروسيّة علنًا، إذ أكد طوال الحرب، هو ومسؤولون آخرون في بكين أن الصين محايدة ولا ترغب إلا في السلام.

في الوقت نفسه، تحدث المسؤولون الصينيون والروس علنًا عن العلاقات الوثيقة بين بلديهما، وسافر شي إلى موسكو في مارس للقاء بوتين.

وقبل وصول "شي"، كتب بوتين مقالًا في صحيفة الشعب الصينية قال فيه إن العلاقات بين روسيا والصين كانت "بلا قيود أو محرمات".

وقال أولكسندر ميريجكو، عضو البرلمان الأوكراني، لمجلة "نيوزويك" بعد زيارة شي لموسكو: "الصين ليست مهتمة بفوز أوكرانيا بالحرب وإعادة جميع أراضيها المحتلة.. إن انتصار أوكرانيا يعني انتصار الصين للديمقراطية وهزيمة شريكها الاستراتيجي بلا حدود"، وأكد عضو البرلمان الأوكراني أن الصين ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث ذلك.

ومع ذلك، انخرط "شي" لاحقًا في محادثة هاتفية استمرت ساعة واحدة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أبريل الماضي.

وقال "شي" لـ"زيلينسكي"، وفقًا لملخص رسمي من الصين: "وسط الصعود الحالي للتفكير المعقول والأصوات من جميع الأطراف، يجب أن نغتنم الفرصة لبناء ظروف مواتية لتسوية سياسية للأزمة".

بينما قال زيلينسكي إنه و"شي" "أجريا محادثة طويلة وذات مغزى"، مضيفًا أن "هذه الدعوة، وكذلك تعيين سفير لأوكرانيا لدى الصين، ستعطي دفعة قوية لتطوير علاقاتنا الثنائية".

وقف إطلاق النار بعيد المنال

على الرغم من أن مسؤولي بوتين والكرملين قالوا إنهم منفتحون على مناقشة بداية محادثات مع أوكرانيا، إلا إن شروطهم لمثل هذه المحادثات تشير إلى أن وقف إطلاق النار بعيد المنال.

وبالمثل، أشارت أوكرانيا إلى أنها لا تستطيع التفاوض مع بوتين بسبب أمر المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض عليه بشأن الترحيل المزعوم لأطفال أوكرانيين.

وغرّد ميخايلو بودولاك، مستشار الرئاسة الأوكراني، بعد صدور المذكرة في مارس الماضي، بأن تعريف بوتين بأنه "مجرم دولي واضح يعني بشكل مباشر أنه لن تكون هناك مفاوضات مع النخبة الروسية الحالية".