بأكثر من 30 مليون جنيه يتصدر فيلم "هارلي" إيرادات شباك التذاكر بدور السينما المصرية، ليكون نقطة انطلاق مميزة للمخرج محمد سمير في أولى تجاربه بعالم السينما، بعد أن أخرج من قبل عدة مسلسلات وعمل أيضًا كمدير تصوير في كثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية.
اختار محمد سمير في أولى تجاربه السينمائية قصة تعتمد على عنصري الإثارة والتشويق، تدور أحداثها حول مهندس ميكانيكي يدعي "هارلي"، يعود من الخليج مع عائلته لاستكمال دراسته في مصر، ويقوده ذكاؤه للعمل مع إحدى العصابات حتى يصبح الأقرب إلى زعيم العصابة.
رسالة الفيلم
الحبكة الدرامية التي يعتمد عليها الفيلم، أراد المخرج محمد سمير من خلالها إيصال رسائل توعية إلى الجمهور محذرًا من خطورة إدمان المخدرات التي تهلك صاحبها في النهاية، حسبما قال في تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية" مشيرًا إلى أنه قدّم هذه الرسالة مستعرضًا نموذج "هارلي" وشقيقه الذي كان يقلده ويتخذه قدوة حتى قرر أن يدمن المخدرات مثله، وكانت نهايته الموت، بالإضافة إلى رسالة أخرى مفادها أنه ليس هناك شيء يأتي بسهولة، والمكسب الحرام لا يدوم.
تصوير 53 ساعة
خروج الفيلم إلى النور للعرض في موسم عيد الفطر الماضي، شكّل صعوبة مُضافة للمخرج في أولى تجاربه الإخراجية بالسينما، إذ يقول: "الفيلم تم تصويره في وقت قصير للغاية، وكان طرحه في عيد الفطر تحديًا لكل صنّاع العمل، ما اضطرنا إلى التصوير لمدة 53 ساعة متواصلة بأحد المواقع، لذا حرصت على تغيير الفريق الذي يعمل معي من عمال إضاءة وفنيين كل 13 ساعة باستثناء العناصر الأساسية".
وفيما يخص العقبات الأخرى التي واجهته حتى يستطيع أن يقدم العمل بجودة عالية في وقت قصير، قال محمد سمير: "هناك صعوبات أخرى تكمن في نوع الأكشن؛ لأنه يحتاج إلى مجهود عظيم ووقت طويل، فنحن كنا مستعدين تمامًا ولكن عامل الوقت جعل الأمر صعبًا بالنسبة لنا، وأشير هنا إلى أن محمد رمضان نفّذ جميع مشاهد الأكشن بنفسه بشكل رائع وتكنيك محترف دون الحاجة إلى ممثل بديل أو دوبلير".
ولا يعد "هارلي" العمل الأول الذي يجمع محمد سمير ونجم مسلسل "جعفر العمدة"، إذ يقول: "نحن أصدقاء وحققنا نجاحًا سويًا في الأغاني المصورة نمبر وان، والملك وغيرهما"، واصفًا تكرار التعاون معه بالأمر الممتع للغاية، فهو شخص موهوب ومحترف ويحب عمله ومخلص له، بالإضافة إلى أنه يمنح كل من حوله طاقة إيجابية.
جعفر العمدة
يعترف محمد سمير بأن ردود الفعل واسعة النطاق على مسلسل محمد رمضان الأخير ساهم في نجاح فيلم "هارلي"، إذ يقول: "تعلق الجمهور في الوطن العربي بشخصية جعفر العمدة، وحقق المسلسل نجاحًا غير عادي، وبالتالي الجمهور كان لديه حالة من الحب والدعم لمحمد رمضان، وحرصوا على حضور أول عمل سينمائي له بعد غياب، إذ حقق الفيلم ردود فعل إيجابية وإيرادات مرتفعة، ومن وجهة نظري لا يهمني الإيرادات بقدر أن يلقى الفيلم إعجاب الجمهور ".
وتابع: "فكرة استقطاب فئة كبيرة من الجمهور ليس بالأمر السهل، فالفيلم كان يتضمن كل العناصر التي يحتاجها الجمهور من كوميدي واجتماعي وأكشن ورومانسي، وهذا يعد أحد مميزات العمل في أن يقدم مزيجًا يُلبي احتياجات فئات المجتمع".