تحت سماء حالكة إلا من بعض النجوم المتلألئة، يستقل عشرات النازحين الزوارق من ميناء بورتسودان في رحلة هروب من الاشتباكات الدامية في السودان.
هذه الزوارق لا تعبر بهم البحر الأحمر، بل تنقلهم إلى سفن كبيرة، تقف في عرض البحر تقلهم بدورها إلى ميناء جدة السعودي.
أبرز عرض تلفزيوني أذاعته شاشة "القاهرة الإخبارية" اليوم الخميس، حال مجموعة من آلاف السودانيين ورعايا الدول الأخرى الذين نزحوا إلى بورتسودان، منهم من رحل ومنهم من ينتظر وفي الانتظار بعض الأمان.
تم إجلاء الآلاف حتى الآن إلى جدة منذ اندلاع الاشتباكات في السودان، معظمهم رعايا أجانب وسودانيون يحملون جنسيات مزدوجة أو يعملون في منظمات غير حكومية أو دولية أو لديهم إقامات في السعودية.
وبمجرد اقتراب الزوارق من السفن، يصعد هؤلاء النازحون المنهكون وسرعان ما يغطون في النوم واحد تلو الآخر، وسوف تظل ذكرياتهم تلاحقهم والمحنة التي مروا بها حتى في أحلامهم.
واندلعت اشتباكات في السودان، منذ 15 أبريل الماضي، بين الجيش النظامي وميليشيا الدعم السريع المتمردة، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط دعوات للتهدئة وخفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات؛ لحقن دماء الشعب السوداني.