أزمة روسيا والغرب تحتل مكانها في صدارة الأحداث رغم تخطيها حاجز العام، لكنها تأتي دومًا بالجديد، فهي أزمة حوّلت منطقة بحر البلطيق إلى ساحة مواجهة باردة حتى الآن، وفي انتظار العواقب العسكرية لهذه التغيرات التي قد تقلب الطاولة، تغيرات قد تُحدث مواجهة يراها البعض حتمية أن إجلًا أو عاجلًا إذا ما استمر السير في هكذا طريق.
هكذا كانت مقدمة برنامج "ملف اليوم" الذي يعرض على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية" عن أزمة روسيا وأوكرانيا وتبعاتها على منطقة بحر البلطيق الذي يشكل أهمية كبيرة لموسكو.
حرب أمريكية لا تصب في مصلحة الغرب
قال الدكتور عبد المسيح الشامي، أستاذ العلاقات الدولية من برلين، إن ألمانيا تنظر باهتمام كبير لما يجري في بحر البلطيق، لافتًا إلى أن حيثيات التصعيد في بحر البلطيق نقطة مهمة في سياق تلك المواجهة.
وأضاف أن ألمانيا شددت على أن السلاح الذي يرسل إلى أوكرانيا لا يجب أن يستخدم في قصف الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أن الغرب لا يرغب في تصعيد المواجهة مع روسيا.
وتابع أنه بعد أكثر من عام تأكد للجميع أن المواجهة في هذه الأزمة لا تصب في مصلحة الأوروبيين وعلى رأسهم ألمانيا، ما يؤكد عدم قدرة الغرب دخول صراع عسكري ضد روسيا الذي قد ينعكس سلبًا على أوروبا كلها.
ولفت إلى أن هذه الحرب تصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية من الدرجة الأولى، إذ أرادت إضعاف روسيا وتخريب العلاقات القوية لموسكو مع الغرب خاصة في الآونة الأخيرة، وأن الغرب اضطر لدخول هذه المواجهة نظرًا للتحالف القائم بين أوروبا وواشنطن.
فيما قال ديمتري بريجع، الكاتب والباحث السياسي، من موسكو، إن الغرب يلعب دورًا مهمًا في بحر البلطيق، لافتًا إلى أن هناك تنافسًا بين روسيا والغرب حول السيادة على البحار والمحيطات بالمنطقة.
وأضاف أن روسيا تستعد لأي مواجهة محتملة مع الغرب، وهذا ما وضح جليًا في التغيرات التي حدثت في القيادة العسكرية الروسية أخيرًا.
ركائز القوة البحرية الروسية الردعية ضد الغرب
أما الدكتور أحمد سيد، خبير العلاقات الدولية، من القاهرة، فقال إن بحر البلطيق أصبح إحدى مناطق التخوم بين روسيا والغرب وخط الدفاع الأول لموسكو ضد التهديدات الغربية.
وأضاف أن عقيدة الأسطول العسكري الروسي تتمثل في تركيز الوجود العسكري الروسي في البحار والمحيطات المحيطة بموسكو.
وتابع أن بحر البلطيق يمثل عمقًا استراتيجيًا لروسيا، خاصة بعد انضمام فنلندا لحلف الناتو، بالإضافة إلى وجود ما يزيد على 7 دول من الناتو تقع على بحر البلطيق، ما يعتبر تهديدًا مباشرًا للعمق الروسي.
وأشار إلى أن الأسطول الروسي في بحر البلطيق يعد إحدى ركائز القوة البحرية الروسية الردعية ضد الغرب خاصة بعد تطويره وإلحاق العديد من الأسلحة الحديثة إليه خاصة النووية.