شاب صعيدي يواجه هواجسه أمام بحيرة ملعونة، ويفاجأ بمصير محتوم لا مفر منه.. تلك قصة فيلم "الترعة" الذي يشارك به المخرج المصري جاد شاهين في قسم LA CINEF بمهرجان كان السينمائي المقرر إقامته في الفترة من 16 إلى 27 مايو المقبل، وحاول المخرج أن يعبّر بصدق عن شعوره والحكايات التي عاش معها عمره، وينقل ما بداخله إلى الجمهور، الأمر الذي أهّله للمشاركة في مهرجان كان، أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم.
وفي السطور المقبلة يتطرق المخرج جاد شاهين من خلال موقع "القاهرة الإخبارية" لمخاوفه وهواجسه التي دفعته للعمل على فيلم "الترعة" رغم الصعوبات التي مر بها هو وفريق العمل، وكشف عن الجديد الذي يقدم خصوصًا أن النداهة (الفكرة الأساسية للفيلم) تم تناولها في أكثر من عمل، وكيف يرى مشاركته في مهرجان كان السينمائي.
خطوة مهمة
يصف المخرج جاد شاهين مشاركة فيلمه "الترعة" في مهرجان كان السينمائي بالخطوة المهمة في مستقبله، يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "شعور رائع بأن المجهود والعمل بحب وإتقان يأتي بثماره، ونحن فخورون جميعًا بتلك المشاركة، فهي تعني شيئًا كبيرًا بالنسبة لي، ووجود فيلمي في كان مسؤولية كبيرة لي ولكل المشاركين في العمل وتحمّلنا مسؤولية الأعمال المقبلة".
ويؤكد: "لا أشعر بالمسؤولية لمجرد مشاركتي في مهرجان كان، إذ إن شعوري بالمسؤولية متأصل في شخصيتي لأنه نابع من حقيقة أننا في عالم ملئ بالإنتاج السينمائي والأفلام الجديدة التي تنتج كل عام، وإذا ما أردت أن أحجز مكانًا لي فيجب أن أشعر بالمسؤولية تجاه ما أقدمه، في أن أجد صوتي الخاص وأعبر عن هذا الصوت بصدق وفخر".
أساطير وتراث
يحكي "شاهين" عن بداية فكرة الفيلم وسبب تحمسه لهذا العالم ويقول: "أنا مهتم بالأساطير والتراث المصري ودائمًا ما تثيرني هذه الأمور في الافلام، فحاولت التعبير عنها كما أشعر بها، لا يوجد هدف أريد إيصاله فقط أتناول مشاعري ومخاوفي وبعض هواجسي الشخصية، وأعبر عن عالمي الخاص الذي لازلت أحاول اكتشافه".
وتابع: "الإلهام يأتي من الخيال، الخوف والمشاعر الإنسانية التي بالفيلم هي نتاج عالم حقيقي، هي مخاوفي ومخاوف آخرين والحكايات التي تلهم أي فنان في أساطيرنا".
عقبات إنتاجية
العمل على فيلم مستقل حتى وإن كان قصيرًا يحتاج إلى مجهود كبير، وبالفعل واجه المخرج جاد شاهين عدد من الصعوبات التي يقول عنها: "أكبر الصعوبات هي تكوين فريق يؤمن بي وبأفكاري، ويوافق أن يخوض معي غمار التجربة والمغامرة التي لا نعرف كيف ستنتهي، وأرى أنني كنت محظوظًا بوجود فريق عمل وأصدقاء رائعين معي على هذا المشروع".
لم تكن تلك هي الصعوبة الوحيدة التي تواجه "شاهين" فمن المعروف أن الإنتاج عقبة كبيرة أمام صانعي الأفلام المستقلة وهو ما تحدث عنه "شاهين" قائلًا: "تدخلت بأموالي الخاصة في عملية الإنتاج، ولم أستطع أن أكمل الفيلم بدون مساعدات من مخرجين آخرين وأصدقاء مقربين لإيمانهم بالفيلم وأنا ممتن لكل ما مررت به".
الميزانية المحدودة جدًا كانت سببًا في تصوير الفيلم على مرة واحدة فقط ويقول: "كان يجب أن أضع جدول تصوير يوم واحد لمدة 16 ساعة، وبالفعل هذا ما حدث ولكن احتاج أن أحضر جيدًا للفيلم لمدة طويلة تقترب من 6 أشهر وكثير من المعاينات ومقابلات مع فريق العمل والممثلين وإجراء بروفات بالكاميرا والممثلين وطاقم العمل.
أهل الصعيد
سبق أن تناولت عددًا من الأعمال الفنية فكرة "النداهة"، وهو ما يرد عليه "جاد" قائلًا: "لقد تناولتها كما أشعر بها، ومن الممكن أن تظهر النداهة للبعض كما في أفلام الرعب مجرد أداة لبث الرعب على المشاهد، أو كائن أسطوري شرير يسعى لقتل الرجال فقط وإغراقهم، ولكنني حاولت أن أتجاهل هذا وأعبر عنها كما تخيلتها وشعرت بها عندما كنت أتحدث مع أهل الصعيد، فدائمًا يوجد حولها سحر خاص وبعض الغموض كما لو كانت ترمز لهواجس كل رجل يتحدث عنها".
وعن خطوته المقبلة قال: "أحضّر لفيلم طويل منذ أكثر من عام، وهو عن العالم نفسه الذي حاولت أن أعبر عنه في فيلم الترعة".