15 شهرًا مرت على الأزمة "الروسية-الأوكرانية" دون أي جديد سوى خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية بأوكرانيا، إلّا إن تحركات "كييف" الأخيرة بشن هجوم على مستودع للنفط بمدينة "سيفاستوبول" الموجودة داخل شبه جزيرة القرم باستخدام "مُسيرة"، يدخلها في رهان مكلَّف قد تدفع ثمنه مستقبلًا، خصوصًا أن "القرم" رمز للإمبراطورية الروسية.
القرم جزء من الإمبراطورية الروسية
تحركات "كييف" يعلَّق عليها الدكتور رامي القليوبي، الأستاذ بمعهد الاستشراق في موسكو، لـ"القاهرة الإخبارية" بالحديث عن المخاوف الروسية من الهجوم الأوكراني المرتقب المضاد، خصوصًا أنه يستهدف شبه جزيرة "القرم" عن طريق إحداث انقسام بين القوات الروسية المرتبطة في القرم والدونباس، متوقعًا أن توجه "كييف" ضربة لوجستية لروسيا تمهيدًا لمزيد من التقدم العسكري.
وأشار "القليوبي" إلى أنه بحسب المراسلين الحربيين، فإن القوات الروسية تمكنت من وضع العقبات لتُعيق تقدم الدبابات الأوكرانية، وظهر ذلك في عدم شنها هجوم بالفترة الأخيرة والتزامها بالثكنات تأهبًا للهجوم المضاد، مؤكدًا أنَّ القرم تمثل حياة لروسيا ورمزًا للإمبراطورية الروسية.
وبشأن انزعاج موسكو من مصادرة السلطات البولندية لمدرسة في "وارسو"، قال "القليوبي" إنَّه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت بولندا منطقة للنفوذ السوفييتي المباشر عن طريق زرع قيادة شيوعية بواروسو، مشيرًا إلى أنه في ثمانينيات القرن الماضي شهدت بولندا حالة من التمرد على الحكم الشيوعي انتهت بعقد مفاوضات بين زعيم المعارضة البولندي والسلطة الشيوعية، أسفرت عن سقوط النظام الشيوعي والابتعاد عن روسيا والتقارب مع الغرب، مما توَّج بانضمامها للاتحاد الأوروبي وأصبحت ثغرة في مواجهة روسيا.
عودة أوكرانية
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، قال الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف، إنَّ هناك شحًا في المعلومات حول القصف الذي استهدف مستودع النفط في مدينة (سيفاستوبول) بشبه جزيرة القرم، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم صفعة على وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجيشه، ويكشف عن مدى ضعف منظومة الدفاع الروسية.
وذكر "شوماكوف"، أنَّ روسيا غرقت في مستنقع حرب وعجزت عن التقدم خلال الأشهر الأخيرة في أوكرانيا، بسبب إصرار القوات المسلحة الأوكرانية على طرد الروس، خصوصًا بعد حصولها على المساعدات العسكرية من الغرب، وتولدت لديها رغبة وقناعات بإخراج الجيش الروسي من الأراضي الأوكرانية كافة.
واستبعد الدبلوماسي السابق أن تكون هناك مفاوضات مع الرئيس الروسي، بالفترة المقبلة.