شهد اليوم الثاني عشر للصراع في السودان، خرقًا جديدًا للهدنة التي بدأت الاثنين، إذ اشتدت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، فيما أعلن الجيش السوداني عن موافقته على اقتراح تمديد الهدنة الحالية إلى ٧٢ ساعة إضافية، وإيفاد ممثل واحد من القوات المسلحة و"الميليشيا المتمردة" إلى عاصمة جنوب السودان "جوبا" بغرض التفاوض حول تفاصيل المبادرة.
وأفادت القوات المسلحة السودانية، في بيان مساء اليوم، بأن القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تسلم مبادرة منظمة "إيجاد" (الهيئة الحكومية للتنميةIGAD، المنظمة شبه الإقليمية في إفريقيا ومقرها دولة جيبوتي)، التي تمخضت عن اجتماع سابق بين رؤساء دول المنظمة، وتقرر فيه تكليف رؤساء كل من جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على مقترحات حلول للأزمة الحالية والتي تتلخص في: أولا، تمديد الهدنة الحالية إلى ٧٢ ساعة إضافية. ثانيا، إيفاد ممثل واحد من القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع إلى جوبا بغرض التفاوض حول تفاصيل المبادرة.
وأكد الجيش السوداني أن البرهان أبدى موافقته المبدئية على ذلك وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية.
اتهامات لـ"المتمردين".. وتحذيرات الجيش للمواطنين
وجاء ذلك بعد تزايد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، في الخرطوم، والتي بدأت منذ 15 أبريل الجاري، وسط اتهامات من الجيش السوداني بتواصل خروقات "المتمردين" للهدنة المعلنة، وذلك بمحاولة الهجوم في هذه الأثناء على مقر قيادة منطقة العاصمة المركزية. كما حذر الجيش السوداني من أن قوات ميليشيا الدعم السريع أصبحت ترتدي زي القوات المسلحة وتجوب عدة مناطق (حي البستان والنخيل وأمبدة والمنطقة من صينية المنصورة وتقاطع القلابات) وهي تمارس سرقة ونهب المحلات التجارية وممتلكات المواطنين، وأكد الجيش السوداني أن الدعم السريع يحاول "يائسًا" إلصاق هذه الجرائم الدنيئة بالقوات المسلحة، وأنه على المواطنين بهذه المناطق اتخاذ الحيطة والحذر.
كما حذر الجيش السوداني مواطني منطقة شمال بحري من أن "المتمردين" سرقوا عددًا كبيرًا من معدات التوزيع التابعة لشركات المواد الغذائية ومطاحن الغلال وقلابات من بعض شركات الطرق، ويجري استغلالها في نقل الذخائر، مما يجعلها أهدافًا عسكرية.
وتأتي التطورات الميدانية في السودان، بالتوازي مع تسارع العديد من البلدان لتنفيذ عمليات إجلاء كبيرة لمواطنيها من السودان، واشتداد الصراع بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، الذي أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأجانب ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة.
ارتفاع حصيلة الضحايا وتوقعات بتفشي الأمراض
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة السودانية، ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات التي اندلعت في البلاد، إلى 512 حالة، وارتفاع أعداد الإصابات إلى 4193 حالة، منها 2403 إصابات و169 حالة وفاة بولاية الخرطوم.
وأشارت الوزارة، في بيان لها، اليوم الأربعاء، إلى تسجيل 59 إصابة، و13 وفاة بولايات السودان، أمس الثلاثاء، من بينها 3 وفيات، و23 إصابة بولاية الخرطوم خلال نفس الفترة. وأشارت الصحة السودانية إلى تأثر 4 ولايات سودانية بالأحداث الجارية هي: الخرطوم، جنوب دارفور، غرب دارفور، وسط دارفور.
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الأربعاء، إن المنظمة تتوقع المزيد من الوفيات في السودان بسبب تفشي الأمراض ونقص الخدمات الضرورية في ظل القتال العنيف، وفقًا لـ"رويترز".
وأوضح أنه بالإضافة إلى الوفيات والإصابات الناجمة عن النزاع نفسه، تتوقع منظمة الصحة العالمية المزيد من الوفيات بسبب تفشي الأمراض ونقص الغذاء والمياه وتعطل الخدمات الصحية الضرورية بما في ذلك التطعيم.
الأطفال في السودان يعانون
من ناحية أخرى، قال سليم عويس، مسؤول الإعلام بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، إن الأطفال في السودان يعانون آثارًا مدمرة بسبب الاشتباكات.
وأضاف عويس، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء، أن 9 أطفال لقوا مصرعهم حتى الآن، خلال المواجهات في السودان، لافتًا إلى أن وجود ممرات آمنة لوصول الإغاثات إلى مستحقيها أمر مهم جدًا. موضحا أن المنظمة تعمل على إيصال المياه إلى بعض المراكز والمستشفيات بالسودان، وتقديم الدعم الصحي لعلاج المصابين.