الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصحة العالمية: أعداد ضحايا السودان أعلى من المعلن.. وهدنة حقيقية تنقذ الأرواح

  • مشاركة :
post-title
الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة شرق المتوسط

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

دخل العنف في السودان يومه العاشر، أمس الثلاثاء، وسط هدنة هشة شابتها خروقات ميليشيا الدعم السريع المتمردة، الأمر الذي هدد الوضع الإنساني في البلاد، وعجّل بمؤشرات خطيرة حذرت منها الصحة العالمية، التي لاتزال تواجه كوادرها صعوبات جمة لإيصال المساعدات وتقديم الخدمات الطبية للسودانيين، شأنها شأن منظمات دولية وإغاثية يجابه موظفوها ذات المصير، بينما تهرع مختلف الدول لإجلاء رعاياها ودبلوماسييها.

واندلعت اشتباكات في السودان، منذ 15 أبريل الجاري، بين الجيش النظامي وميليشيا الدعم السريع المتمردة، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط دعوات للتهدئة وخفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات لحقن دماء الشعب السوداني.

أعداد القتلى والجرحى أعلى من المعلن

 المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط كشف لموقع "القاهرة الإخبارية" مستجدات الوضع الصحي وتقديم الخدمات في البلاد.إذ رجّح الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي للمنظمة العالمية، أن تكون الأرقام الفعلية لحصيلة القتلى والجرحى، جراء الاشتباكات، أعلى من المعلن عنه في تقارير وزارة الصحة الاتحادية في البلاد، بسبب توقف العمل في 25% على الأقل من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم، حيث يدور معظم القتال، موضحًا أن المنظمة الأممية "لا تتحقق من أعداد الضحايا".

ووفقًا لأحدث تقارير أوردتها وزارة الصحة الاتحادية، أمس الثلاثاء، تم تسجيل 4,072 إصابة و460 حالة وفاة بولايات السودان، من بينها 2,343 إصابة و166 حالة وفاة في ولاية الخرطوم.

14 اعتداء على المرافق الصحية في السودان

وشدد المنظري على ضرورة توقف الهجمات العسكرية التي تستهدف المرافق الصحية في السودان، قائلًا "هذه الاعتداءات يجب أن تتوقف. فهي تمنع العاملين الصحيين من تقديم الرعاية الحرجة التي تشتد الحاجة إليها، وتمنع الناس من الحصول على الخدمات الصحية".

أكد المدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط بالصحة العالمية، إدانة المنظمة لما طال المرافق الصحية في السودان من هجمات عسكرية، تم رصد 14 هجمة منها حتى يوم 22 أبريل، خلفت 8 قتلى وحالتي إصابة، بين أفراد الكوادر الطبية.

خطر بيولوجي كبير

قال المنظري إن منظمة الصحة العالمية "يساورها القلق" إزاء احتلال أحد أطراف الاشتباكات "ميليشيا الدعم السريع" للمختبر الوطني للصحة العامة، لافتًا إلى أنه لم يعد بإمكان فنيي المختبرات المدربين الوصول إلى المختبر، كما بات من المستحيل إدارة المواد البيولوجية المخزنة في المختبر للأغراض الطبية بشكل صحيح، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وحذّرت الصحة العالمية، في بيان، أوردته في وقت سابق، أمس الثلاثاء، من "خطر بيولوجي كبير" في العاصمة السودانية الخرطوم بعد السيطرة على مختبر يحتوي على مسببات الحصبة والكوليرا وغيرهما من المواد الخطرة.

وأشار المنظري إلى تصريحات واردة عن المدير العام للمختبر الوطني للصحة العامة في السودان، بشأن خطر تلف مخزون أكياس الدم المستنفدة بسبب نقص الطاقة، بالإضافة إلى المخاطر الكيميائية، مرجحًا أن المخاطر البيولوجية مرتفعة جدًا أيضا بسبب نقص المولدات العاملة.

استعدادات لإجلاء موظفي الصحة العالمية من السودان

قال المدير الإقليمي للصحة العالمية في شرق المتوسط إن المنظمة تدرس الاستعدادات لإجلاء موظفيها الذين لا يقومون بأدوار حرجة وعائلاتهم، خاصة في ظل نفاد الإمدادات الأساسية لموظفي الصحة العالمية بسبب النقص الحاد في المياه، وانقطاع التيار الكهربائي، وتقييد الحركة.

ومع ذلك، أكد المنظري أن الكوادر الأساسية ستظل تسهم في تقديم الدعم اللازم في هذه الأوقات الحرجة بكل السبل الممكنة.

هدنة "دون خروقات" قد تنقذ ربع الأرواح

أكد المنظري أن من شأن عقد هدنة يتوقف خلالها بشكل كامل إطلاق النار، إنقاذ 25% من الأرواح المعرضة للخطر في السودان من خلال الوصول إلى المصابين، إذ من شأن الهدنة السماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالتماس العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى.

وقال: "يمكن إنقاذ ربع الأرواح من خلال الوصول إلى المصابين. لكن المسعفين والممرضين والأطباء في الخطوط الأمامية غير قادرين على الوصول إلى المدنيين المصابين".

أكد المدير الإقليمي للصحة العالمية أنه مع تطور الوضع، ستواصل المنظمة العمل مع الشركاء والسلطات الصحية لسد الثغرات في توفير الرعاية الصحية، مع ضمان سلامة موظفيها وأسرهم.

واتفق طرفا النزاع في السودان على عقد هدنة لوقف إطلاق النار بدأت ليلة 24 أبريل وتستمر لمدة 72 ساعة، برعاية الولايات المتحدة، إلا أنها شابتها خروقات ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع التي كثّفت من تحركاتها العسكرية واستغلتها لإمداد أماكن تمركز عناصرها بالذخائر، كما قامت بأعمال نهب بالخرطوم خلال مدة سريان الاتفاق، وفق بيان للقيادة العالمة للقوات المسلحة السودانية.

20 مستشفى خرجت من الخدمة

أكد المدير الإقليمي للصحة العالمية، أن من بين 20 مستشفى خرجت من الخدمة، هناك 13 مستشفى في مدينة الخرطوم، وباقي المستشفيات موزعة على الولايات الأكثر تضررًا. كما أن عدد المرافق الصحية المعرضة لخطر التوقف يبلغ 12 مرفقًا صحيًا.

وأوضح المنظري أن جزءًا ضئيلًا من المرافق الصحية في الخرطوم هو من يستطيع تقديم الخدمة بسبب إرهاق الموظفين أو نقص الإمدادات الطبية أو الهجمات، مشيرًا إلى تقديرات واردة عن وزارة الصحة الاتحادية في السودان، حول أن 36.5٪ من المرافق الصحية في مدينة الخرطوم لا تعمل و25٪ أخرى لا تستجيب.

العنف حال دون وصول المساعدات

أضاف المسؤول الأممي أنه سرعان ما استهلكت الإمدادات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية مسبقا، و "مع تزايد الاحتياجات، جعل العنف إيصال المساعدات شبه مستحيل".

وأشار إلى أن الصحة العالمية تمتلك مخزونات من الأدوية الأساسية وأكياس الدم والإمدادات اللازمة للجراحة ورعاية الرضوح " الحوادث" في انتظار تسليمها بمجرد ضمان الوصول الآمن.

مؤشرات خطيرة

أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أن الوضع الصحي الذي قام برصده لموقع "القاهرة الإخبارية" ليس مجرد أرقام، لكنه "مؤشرات خطيرة على حرمان الناس من الرعاية الصحية في وقت هم أشد ما يكونون لهذه الرعاية سواء كانوا مصابين من المواجهات الجارية أو مرضى بمختلف الأمراض التي تتطلب رعاية صحية. إن أرواح الناس على المحك بسبب هذا الوضع".