من رحم المعاناة يولد النجاح، استطاع البلجيكي توم سينتفيت، المدير الفني لمنتخب جامبيا، أن يصنع منتخبًا شرسًا دون إمكانات فنية مميزة أو دعمًا ماليًا، لينال المدرب إشادة الجميع ويقتحم القائمة النهائية لجائزة أفضل مدرب في القارة السمراء 2022، التي فاز بها السنغالي أليو سيسيه في النهاية.
قاد توم سينتفيت، منتخب جامبيا للتأهل لبطولة أمم إفريقيا 2021 الماضية "للمرة الأولى في تاريخه"، ولم يتوقف طموحه عند هذا الإنجاز التاريخي، بل حقق مفاجآت خلال البطولة أبهرت عشاق الكرة في القارة السمراء.
أولى مفاجآت جامبيا في أمم إفريقيا كانت الفوز على موريتانيا بهدف في الجولة الأولى بدور المجموعات، ثم التعادل مع مالي بهدف لمثله في الجولة الثانية، بينما كانت المفاجأة الأكبر بالانتصار على تونس بهدف في الجولة الثالثة، ليصعد إلى دور الـ16 بعد احتلاله المركز الثاني في ترتيب مجموعته برصيد 7 نقاط، خلف منتخب مالي متصدر الترتيب بفارق الأهداف، ومتفوقًا على منتخب تونس الذي احتل المركز الثالث بـ3 نقاط.
واصل منتخب جامبيا مفاجآته المدوية في البطولة بالفوز على غينيا بهدف في دور الـ16، لكن مغامرته التاريخية انتهت بالخسارة أمام الكاميرون بهدفين دون رد، في ربع النهائي.
توم سينتفيت تحدث لـ"القاهرة الإخبارية"، عن أهدافه وطموحاته مع جامبيا في الفترة المقبلة، وحلم تدريب منتخب مصر، وصراع الكرة الذهبية، وتوقعاته للمنافسة في مونديال قطر 2022، فإلى نص الحوار:
ما أهدافك مع منتخب جامبيا في الفترة المقبلة؟
منتخب جامبيا لديه طموح التأهل لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة، لكن الأمر ليس سهلًا في ظل وجودنا بمجموعة تضم مالي والكونغو وجنوب السودان، الإمكانات المالية للاتحاد الجامبي محدودة للغاية، حيث لم نلعب أي مباراة دولية خلال فترة التوقف الدولي الماضية، ولا يوجد معسكر إعداد، أتمنى أن يحدث تجمع في شهر نوفمبر المقبل.
هل تلقيت عروضًا مصرية في الفترة الماضية؟
نعم تلقيت عروضًا من أندية مصرية، لكنني في هذه اللحظة أنا مهتم فقط بتدريب المنتخبات، كنت أتمنى تدريب منتخب مصر، لكن الاتحاد المصري اختار مديرًا فنيًا دون خبرة إفريقية، ولم يسبق له تدريب منتخبات.
كيف ترى مستوى كرة القدم في إفريقيا؟
تتمتع إفريقيا بمواهب هائلة، ربما تكون أفضل المواهب في العالم، كما أن بطولات شمال إفريقيا جيدة حقًا وذات جودة عالية ومحترفة للغاية.
ما أهم ما يميز اللاعب الإفريقي من وجهة نظرك؟
هناك الكثير من الاختلافات في المهارات والصفات البدنية من لاعب لآخر، لكن لديهم جميعًا العقلية الجيدة والشغف، جميع اللاعبين الكبار في أوروبا أفارقة.
كيف ترى تتويج لاعب إفريقي واحد "جورج ويا" عبر التاريخ بجائزة الكرة الذهبية؟
لا، هذا ليس عدلًا، فالعديد من اللاعبين الأفارقة استحقوا الفوز بجائزة الكرة الذهبية في السنوات الأخيرة، مثل ساديو ماني وميندي ومحمد صلاح وآخرون، لكن في كثير من الأحيان يصوت الناس للاعبين ما "دون إنصاف"، نأمل أن تتسبب بطولة كأس العالم 2022، في تتويج نجم إفريقي بجائزة الكرة الذهبية.
هل يمكن لمنتخب إفريقي الفوز بكأس العالم 2022؟
نعم، يمكن للفرق الإفريقية الفوز بكأس العالم، لكن هذا يتوقف على جودة المدرب والنهج التكتيكي، السنغال وتونس والكاميرون والمغرب لديهم لاعبون يتواجدون في أعلى المستويات الأوروبية، غانا المنتخب الوحيد الذي يتكون قوامه من لاعبين شباب، لذلك هم بحاجة إلى اكتساب المزيد من الخبرة أولًا.
البعض هاجم اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022.. ما تعليقك؟
أعتقد أن الناس يهاجمون دائمًا أي بلد تنظم كأس العالم "جنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا"، عملت في قطر في 2003-2004، وأعتقد أنها اختيار جيد، لديها بنية تحتية جيدة، وأنا سعيد لأنه أخيرًا يمكن لدولة عربية أن تستضيف كأس العالم.
إذا كان بإمكانك منح كأس العالم لـ ميسي أو رونالدو.. من ستختار؟
لا أعتقد أن ميسي ورونالدو يمكنهما الفوز بكأس العالم دون مساعدة باقي الفريق، الوحيد الذي استطاع فعل ذلك هو مارادونا مع الأرجنتين، رونالدو وميسي لاعبان رائعان، لكن أفضلهما في الماضي، بالنسبة لي كلاهما يمكنه التتويج باللقب، لكن أعتقد أن البرازيل وفرنسا المرشحان الأوفر حظًا للفوز بالمونديال.
هل يستطيع محمد صلاح منافسة هالاند؟
كان صلاح رائعًا في السنوات الأخيرة، إنه لاعب من الطراز العالمي، لكن الآن دون ماني يتعين على ليفربول إيجاد حل لتعويض الفراغ الذي تركه النجم السنغالي، هالاند لاعب مختلف ويلعب في فريق رائع، وأخشى ألا يستطيع أي لاعب منافسته هذا الموسم.
بالنسبة لي محمد صلاح ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم آخر 5 سنوات، لقد قاد ليفربول إلى نجاح فريد من نوعه وكذلك منتخب مصر، أنا حزين لأنه لن يشارك في كأس العالم، لكن يمكن لمصر أن تفخر بوجود لاعب فريد مثل صلاح.
ماذا يحتاج منتخب بلجيكا للفوز بالألقاب؟
بلجيكا بلد صغير، يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة فقط، في عام 2018 كان لدينا منتخب يستطيع الفوز بكأس العالم، لكننا فشلنا أمام فرنسا في نصف النهائي وكان ذلك بمثابة خيبة أمل كبيرة، الآن الفريق الحالي ليس جيدًا كما كان من قبل، لم يعد يتواجد العديد من اللاعبين، والبعض الآخر أكبر سنًا أو في حالة سيئة، كانت فرصتنا الوحيدة للفوز بكأس العالم في 2018، ويستغرق الأمر سنوات عديدة ليتكرر هذا الجيل.