عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا عن الاشتباكات السودانية الجارية والتي تدخل يومها السابع مع أول أيام عيد الفطر، لتتحول الخرطوم لمدينة أشباح بعد موجات نزوح كبيرة تغتال فرحة السودانيين.
واستعرض التقرير أن السودانيين انتظروا العيد، لتخفيف بعض آلامهم ومعاناتهم، لكنه أتى هذا العام بمزيد من المعاناة في ظل اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع.
والمعاناة الكبيرة التي يواجهها أغلب سكان العاصمة السودانية تتمثل في صعوبة توفير الاحتياجات المعيشية الأساسية، وما صاحبها بالطبع من انقطاع للكهرباء والمياه، فضلًا عن توقف وسائل النقل والمواصلات وانقطاع دائم للطرق وحظر التجول في شوارع العاصمة.
وأوضح التقرير أن هناك أجواء صعبة للغاية يعيشها السودانيون وهم يستقبلون أيام عيد الفطر المبارك تحت أصوات القصف والمعارك المتواصلة، في وقت هجر فيه المواطنون معظم أحياء وسط الخرطوم، التي أصبحت تشبه مدينة الأشباح بعد فراغها.
كما أن الأوضاع ذاتها تبدو حاضرة تقريبًا بصورة أكثر صعوبة في مدن سودانية أخرى، خاصة أم درمان ومروي، التي تفاقمت فيها أوضاع إنسانية إلى حد صدور بيانات من هيئات دولية وأممية باحتمالية حدوث مجاعة في عدد من المدن السودانية.
وأكد التقرير أن الخدمات الطبية تأثرت بصورة واضحة بعد خروج عدد كبير من المستشفيات من الخدمة، ما دعا منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من إطالة أمد القتال في السودان.
وذكر أن العمل الإنساني الذي ربما يخفف لو قليلًا من وطأة المعاناة التي يعيشها السودانيون، يواجه بدوره عقبات بعد إعاقة استمراره بعد تعرض بعض مقار هذه المنظمات لاعتداءات كمكتب برنامج الغذاء العالمي وتعرض مركبات الهلال الأحمر للقصف، فضلًا عن نهبها وتخريبها من جانب عناصر الميليشيا كما أعلن الجيش السوداني.
وأضاف التقرير أن العيد يأتي هذا العام وسط تشتت الآلاف من السودانيين بين نازح من مناطق الاشتباكات إلى فرار لتشاد، بحثًا عن ملاذ آمن، وفقًا لبيانات صادرة عن فرق تابعة للمفوضية الأممية لشئون اللاجئين.
وعرض أن السودانيين ربما لم يذكروا من هذا العيد إلا الاسم، بعيدًا عن أي تفاصيل أو مظاهر احتفالية، في ظل ارتفاع عدد الضحايا الذي تجاوز 300 قتيل، فضلًا عن ما يزيد على 3200 جريح.
ونوه التقرير إلى أنه بدلًا من أن يتواصل الأقرباء تفارق الأحبة، في ظل أوضاع توصف بالكارثية كان اتفاق الجميع على ضرورة الوصول لوقف إطلاق النار، قبل أن تأتي هذه المستجدات على الأخضر واليابس، ما دفع أطراف إقليمية ودولية إلى استجداء الإنسانية لدى الأطراف السودانية المختلفة في محاولة لتمديد الهدنة، التي كانت هشة في رغبة لالتقاط الأنفاس وفي محاولة لإتاحة الفرصة أمام المواطنين لتدبير احتياجاتهم الأساسية والمعيشية.
واختتم التقرير أن حلم الاحتفال بعيد الفطر الذي يداعب أحلام الأطفال والكبار بات بعيد المنال وأمرًا صعبًا للغاية، عن شعب يعيش على مدار سنوات أوضاعًا توصف بالصعبة، ولم تكن مطلقًا في حاجة لما يزيد من صعوبتها بعد الاشتباكات الأخيرة التي زادت من سوء الأوضاع حدة وتفاقمًا في الخرطوم وفي مدن سودانية مختلفة.