أعلنت النقابة العامة للتمريض في المملكة المتحدة، عزمها مواصلة الإضرابات حتى الكريسماس، ما لم تلب حكومة ريشي سوناك مطالبهم بتحسين الأجور المتدنية أمام معدلات التضخم ونفقات المعيشة المرتفعة.
ويأتي هذا التهديد من قبل بات كولين، الأمينة العامة والرئيسة التنفيذية لـ"الكلية الملكية للتمريض" في بريطانيا، في وقت تخطط نقابة التمريض لتنظيم الإضراب الأكبر من نوعه في تاريخ المملكة المتحدة، إذ تخرج الممرضات من كل الوحدات التنظيمية في مستشفيات إنجلترا.
وتعتزم الممرضات تنظيم إضراب لمدة 48 ساعة في نهاية أبريل، بعد أن رفض أعضاء الكلية الملكية للتمريض، الزيادة الحكومية للأجور بنسبة 5%.
ويشارك طواقم التمريض في أقسام الطوارئ وأجنحة السرطان المشاركة في الإضراب للمرة الأولى.
والشهر المقبل، تعتزم الكلية الملكية للتمريض، إجراء اقتراع جديد، كأول تصويت وطني على تنظيم إضرابات لاحقة خلال العام الجاري 2023.
ونقلت صحيفة" الإندبندنت" البريطانية، عن كولين، ردًا على سؤال من هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" عما إذا كان الاتحاد سيوقف الإضراب، "لا، لن تفعل طواقم التمريض هذا الأمر. نعتزم الإضراب نهاية شهر أبريل الجاري وبداية مايو، ثم نتجه على الفور لإجراء تصويت على المضي قدمًا في تنظيم المزيد من الإضرابات. وفي حال نجح الاقتراع، هذا يعني أن تنظيم إضرابات حتى الكريسماس".
من جهته، أعرب رئيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية، عن قلقه البالغ من أن يشكل إضراب طواقم التمريض لمدة 48 ساعة في إنجلترا "تحديات خطيرة"، وقد يشكل تهديد العمل الصناعي المنسق مع الأطباء المبتدئين "التحدي الأكثر صعوبة" حتى الآن، وفقا لـ"الإندبندنت".
وقال السير جوليان هارتلي، الرئيس التنفيذي لمقدمي هيئة الخدمات الصحية الوطنية، متحدثًا بعد إضراب الأطباء المبتدئين لمدة أربعة أيام، الذي انتهى في الساعة 7 صباحًا أمس السبت، إن الإضراب الجديد الذي أعلنته الكلية الملكية للتمريض يومي 30 أبريل وأول مايو، وإمكان التوقف حتى الشتاء المقبل، كان "مقلقًا للغاية".
ولن يستثنى الإضراب المقبل، خلال عطلة البنوك الأولى في مايو، أي موظف في المستشفيات، بما في ذلك العاملين في حالات الطوارئ والسرطان والعناية المركزة.
وقال هارتلي إن هذا سيضع ضغطًا أكبر على الموظفين الحاليين، ويجعل الأمر "أكثر صعوبة لتغطية هذه الفجوات".
وأضافت باتريشيا ماركيز، مديرة الكلية الملكية للتمريض في إنجلترا، الجمعة الماضي، أن النقابة يجب أن تنظر في تنظيم إضراب منسق مع الأطباء المبتدئين.
وحتى الآن، أدت إضرابات هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى تأجيل نحو 330 ألف إجراء وعملية.
وأضاف هارتلي أن تأثير إضراب الأطباء المبتدئين لم يحسب بعد.
وقال هارتلي: "لذا فإن تكلفة ذلك بالنسبة للمرضى والخدمات عالية للغاية، وهذا هو السبب في أننا بحاجة إلى رؤية نهاية وحل لهذه الإضرابات".
وأضاف أن احتمال تنسيق الإضراب بين ممرضى الكلية الملكية للتمريض والأطباء المبتدئين "يمثل تحديات هائلة".
وأكد أن "الأطباء المبتدئون والممرضين مهمين للغاية؛ إنهم محوريين لتقديم الرعاية عبر جميع القطاعات - المستشفيات، خدمات المجتمع، خدمات الصحة العقلية. لذلك من الواضح أن احتمال خروج كلتا المجموعتين في نفس الوقت سيشكل تحديات هائلة للخدمة وسيكون ذلك حقًا أصعب تحد أعتقد أننا واجهناه حتى الآن، إذا كان علينا التعامل مع هذا السيناريو".
وقال هارتلي إنه لا يريد أن يرى الإضرابات مستمرة حتى نهاية العام، وينتظر نتائج اقتراع النقابات الأخرى في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأضاف: "دعونا نرى الصورة التي ستظهر خلال الأسابيع المقبلة، لكنني أعتقد حقًا أننا جميعًا نريد أن نرى قرارًا بشأن الإضراب الصناعي".