يشرع مسؤولو التمريض والحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، في محادثات مكثفة لإنهاء الإضرابات وسط نزاع مرير حول الأجور.
وذكرت صحيفة" الإندبندنت" البريطانية، أن الكلية الملكية للتمريض وافقت على إيقاف الإضراب الرئيسي مؤقتًا، أثناء الانخراط في محادثات حول الأجور وإصلاحات تحسين الإنتاجية.
ومن المقرر أن يجتمع ستيف باركلي، وزير الصحة، مع ممثلي الكلية الملكية للتمريض، اليوم، وقالت بات كولين، الأمين العام للكلية، إنها "واثقة" من التوصل إلى اتفاق بشأن رواتب الممرضات.
وأضافت "كولين" في تصريحات نقلتها شبكة "سكاي نيوز" البريطانية: "يسعدني أن أقول إن الحكومة وافقت على الدخول في محادثات مكثفة مع الكلية الملكية للتمريض".
وأوضحت: "أنا واثقة من أننا سنكون قادرين على التوصل إلى اتفاق بشأن أجور عادلة لموظفي التمريض لدينا".
ونظمت طواقم التمريض إضرابات عدة، احتجاجًا على الرفض الحكومي زيادة الأجور بمعدلات تتناسب مع نفقات المعيشة ومعدلات التضخم المرتفعة.
تعليق إضراب الأول من مارس
وكان الإضراب التالي للممرضات في الأول من مارس، لمدة 48 ساعة. وكان من المحتمل أن يشمل الإجراء أيضًا طواقم التمريض من أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة ورعاية مرضى السرطان وغيرها من الخدمات التي تم استثناؤها في الإضرابات السابقة.
وذكر بيان مشترك من وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، والكلية الملكية للتمريض: "اتفقت الحكومة والكلية الملكية للتمريض على الدخول في عملية محادثات مكثفة".
وقال البيان: إن "الجانبين يلتزمان بإيجاد تسوية عادلة ومعقولة تعترف بالدور الحيوي الذي تلعبه الممرضات في الخدمة الصحية الوطنية، والضغوط الاقتصادية الأوسع التي تواجه المملكة المتحدة، وأولوية رئيس الوزراء لخفض التضخم إلى النصف".
وأضاف أن المحادثات ستركز على الأجور والشروط والأحكام وإصلاحات تعزيز الإنتاجية، وسيلتقي وزير الصحة قيادات الكلية الملكية للتمريض، في وقت لاحق اليوم، لبدء المحادثات.
ولفت البيان إلى أن الكلية الملكية للتمريض ستتوقف عن الإضراب خلال هذه المحادثات.
يأتي ذلك في الوقت الذي قدمت فيه وزارة الصحة الدليل، إلى هيئة مراجعة أجور موظفي الصحة الوطنية للسنة المالية 2023/24.
وقال المسؤولون إن زيادة رواتب الموظفين بنسبة 3.5% ستكون في متناول حكومة المملكة المتحدة.
"يونايت" ترفض اقتراح الحكومة بشأن الأجور
ورفضت النقابة العمالية "يونايت" اقتراح الحكومة بشأن رواتب موظفي خدمة الصحة الوطنية، وقال إن من شأنه التعجيل بربيع الإضرابات في قطاع الصحة.
وقال شارون جراهام، السكرتير العام للنقابة: "يجب أن يكون هذا نوعًا من النكتة السخيفة، في اليوم الذي تظهر فيه الأرقام أن الدولة قادرة بشكل جيد على تلبية توقعات رواتب عمال الصحة الوطنية، تحاول الحكومة فرض سنة أخرى من التخفيضات في الأجور".
وأضاف أن هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى التعجيل بربيع إضرابات.
استقالة آلاف الممرضين
وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 43 ألف ممرض في جميع أنحاء المملكة المتحدة استقالوا في المراحل الأولى من حياتهم المهنية على مدار السنوات الخمس الماضية، وفقًا لأرقام من الكلية الملكية للتمريض، وهو ما يعادل تقريبًا 47000 وظيفة تمريض شاغرة الآن في هيئة الخدمات الوطنية الصحية بالمملكة المتحدة.
وقالت الكلية الملكية للتمريض، إن فقدان الممرضين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 21 إلى 50 والقابلات كان "مقلقًا للغاية".
وقال العديد من الذين غادروا بين عامي 2018 و2022 بشكل مختلف، إن الإجهاد والإرهاق وعدم القدرة على تقديم الرعاية المناسبة وسوء ثقافة مكان العمل والوباء وتدني الأجور كانت وراء قراراتهم بالمغادرة.
تكدس قوائم انتظار المرضى
وأدت إضرابات العاملين في قطاع الصحة البريطاني إلى تأجيل 137 ألف موعد حتى الآن، وأصبحت قوائم انتظار المرضى مكدسة.
وطالبت الكلية الملكية للتمريض بزيادة الأجور بنسبة 19% لهذا العام، لكن كولين قالت إنها ستلغي الإضراب إذا أثبت الوزراء استعدادهم لمناقشة مطابقة عرض 7% الذي قدمته حكومة ويلز.